مصريون في جدة: ما حدث ل«الجيزاوي» إهانة.. والسفارة اتهمته بدلًا من الدفاع عنه

تباينت ردود أفعال الجالية المصرية في السعودية، في أعقاب التصريحات التليفزيونية التي أدلى بها محمد عوف، السفير المصري في الرياض، بحق أحمد الجيزاوي، المحامي المصري، الذي احتجزته السلطات السعودية في المطار أثناء توجهه لأداء العمرة.
ومنذ تفجرت قضية الجيزاوي، التزمت السفارة المصرية بدورها الصمت، تاركة لوزارة الخارجية في القاهرة مهمة الإدلاء بالتصريحات الإعلامية، ومخاطبة الجهات الرسمية السعودية، لكن ما إن أدلى السفير قبل يومين بتصريحات تليفزيونية في اتصال هاتفي مع قناة «اليوم» تبنى فيها الرواية السعودية، التي اتهمت الجيزاوي بحيازة مخدرات، حتى أثارت ردود أفعال غاضبة بين أبناء الجالية المصرية.
وقال «أ. أ» صيدلي وناشط مصري مقيم بالسعودية ل«المصري اليوم» إن «السفير اتهم الجيزاوي بدون محاكمة، بدلًا من الدفاع عنه، باعتباره مواطنًا مصريًا». وأضاف: «عندما سمعت تصريحات السفير المصري أحسست أنني أستمع إلى مسؤول سعودي، لا إلى السفير المصري الذي يرعى مصالح المصريين ويحميهم».
ومضى الصيدلي قائلا: «إهانة المصريين فى دول الخليج والسعودية ليست وليدة اليوم، لكنها تفاقمت قبل الثورة بعدة سنوات وازدادت بشكل كبير مؤخرا»، عازيا السبب إلى الحكومة المصرية، التي وصفها ب«المتخاذلة»، والسفراء المصريين في دول الخليج «الذين يقدمون الأداء الأسوأ على مستوى العالم»، على حد قوله.
من جانبه، أكد «ه. ع»، ويعمل مندوب مبيعات بإحدى الشركات في جدة، أن الإفراج عن الجيزاوي بات «مسألة كرامة لمصر والمصريين، فليس من المعقول بعد الثورة أن تظل الأوضاع كما هي، وأن يهان المصري في الخارج».
وأضاف: «لكل من يروج لفكرة إن إللي مش عاجبه الوضع في دول الخليج يرجع بلده، أحب أرد عليه بأن هذه البلدان لم تلجأ للاستعانة بنا وبالأجانب إلا لحاجتها الفعلية إلينا في صناعة نهضتها وحضارتها، والتاريخ يشهد على ما قدمته مصر لدول الخليج في عصور ما قبل النفط، لذلك يجب أن يكون للمصريين احترامهم في هذه البلدان، وعلى رأسها السعودية، ولا أعني بذلك طبعًا كسر القوانين».
وأشار إلى أن التهم الموجهة للجيزاوي «تبدو غير منطقية، ولم يتم الإعلان عنها إلا بعد مرور أيام من القبض عليه، بعد رواية مغايرة تمامًا تم الحديث عنها في البداية».
وأضاف: «تعامل السلطات السعودية مع الجيزاوي بهذا الشكل يثير الشك والريبة في الكثير من القضايا الخاصة بالمعتقلين المصريين، والذين تم الحديث عنهم مؤخرًا وعن مدى توافر شروط العدالة في توقيفهم، أو محاكمتهم إن كانت قد تمت من الأساس».
بدوره، أكد «م. س»، موظف مصري بإحدى الشركات الخاصة في جدة، أن سيادة القانون وتطبيقه على الجميع أمر لا يمكن الاعتراض عليه، بل يعكس مستوى الثقافة والتحضر للمجتمعات، واستدرك متسائلاً: «هل ما يتم مع المحامي المصري هو تطبيق للقانون أم تلفيق للتهم وتصفية حسابات؟»، وقال: «رغم عدم وجود دليل واضح على ما ساقته السعودية من اتهامات ضد الجيزاوي، إلا أننا لا نستطيع الجزم ببراءته، لكن عندما ننظر بعين المنطق، نرى أنه من غير المعقول أن يحضر شخص مع زوجته لأداء العمرة، وفي نفس الوقت يحمل كميات هائلة من المخدرات لترويجها، وهو رجل قانون ويعلم تماما ما يمكن أن يترتب على ذلك من آثار قانونية».
كما أبدى الموظف المصري تعجبه من عدم اكتشاف هذه الكميات من الحبوب في مصر قبل مغادرته المطار، إذ تتم نفس الإجراءات في الكشف عن محتويات الأمتعة الخاصة بكل الركاب».
وحول ردود الفعل في مصر على اعتقال الجيزاوي، أكد أنه رغم الاعتراض على تعامل السلطات السعودية مع القضية، إلا أن بعض ردود الأفعال في مصر كان «مبالغًا فيها»، على حد قوله، «ومنها محاولة اقتحام السفارة، والحديث حول طرد السفير السعودي من مصر أو جلده»، وهو ما رأى أنها ردود فعل «تعبر عن أجواء غاضبة لكنها خلت من المنطق والمسؤولية».