هل تصدق نفسك ؟!

سيدي المحترم المبجل المعظم :
اسمح لي أن أسألك .. هل تصدق نفسك ؟!
كيف تقول أن النور قد ملأ الربوع الخضراء
وأن الرخاء قد غطى جميع الأرجاء
وأن العدل والخير والسلام
غلبت طبيعة الأشياء
هل أنت تتحدث عن قريتنا ؟!
أم أنك مصاب بالهذيان
كيف تستطيع أن تنام؟!
بعد هذا الزور والبهتان
ما هذه الابتسامة السخيفة ؟!
إنها تذكرني بالشيطان
اسمح لي سيدي المحترم المبجل
أن أقول لك انك تنافق السلطان
فلا نور ولا خير و لا عدل
ولا حتى بقى لدينا إنسان
يا سيدي لقد هربت الفئران
وتحولنا لمسخ يأكل الديدان
نمتص دماء بعضنا البعض
في شراهة واستمتاع وانسجام
هل تريد المزيد ؟!
أنا أعرف أنك تعرف
إنك جبان رعديد
تخاف على عرشك
المنصوب على جثث العبيد
ألا تشعر بنتن الرائحة ؟!
ألا يوجعك ضحايا المذبحة ؟!
هل أبدلوا عقلك بالقناطير المقنطرة؟!
هل وضعوا مكان قلبك جيفه منتنة ؟!
سيدي : أستحلفك بالله أن تجيب نفسك
ألا تعلم أنك سائر إلى المحرقة
الله ينذرك يوم القارعة
بالله سيدي كفى كذبا وغرورا
فالموت قدرا مقدورا
وأخيرا كل الجثث تلعنك
هذه رسالتهم لك