المكان: دار القضاء العالى. الزمان: الثانية عشرة ظهراً. الحدث: زيارة فاروق حسنى لمكتب النائب العام.. فى خلفية الصورة محكمة النقض. المناسبة: سماع أقوال الوزير حول سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وإجراءات تأمين المتاحف المصرية. منظر عام: الوزير يحمل أوراقاً ومستندات رسمية، تكشف مسؤولية محسن شعلان.. وتفويض يؤكد أن لديه سلطات الوزير كاملة. الاجتماع يمتد ساعة بين الوزير والمستشار عبدالمجيد محمود، يخرج الوزير مكتئباً.. يستقبله ممثلو الصحف ووكالات الأنباء، يمطرونه بالأسئلة: ■ سيادة الوزير.. زيارة أم استدعاء؟ - لا استدعاء ولا حاجة.. زيارة عادية لتوضيح الصورة وخدمة العدالة.. وبعدين أنا بتربطنى بمعالى النائب العام علاقات طيبة! ■ كان إيه موضوع الزيارة؟ - ملابسات سرقة لوحة فان جوخ، وعمليات تأمين المتاحف! ■ كيف تقيم سرقة اللوحة الشهيرة للمرة الثانية، فى ظل تعطيل أجهزة المراقبة والكاميرات، التى كشف عنها النائب العام.. وعاينها بنفسه؟ - الحقيقة النائب العام اتخذ القرار السليم فى الوقت السليم! ■ بس حضرتك كنت عايز تكتفى بالتحقيق الإدارى داخل الوزارة؟ - لازم يكون فيه إجراء من جانب الوزير.. وإلا يبقى احنا بنلعب! ■ هل أنت راض عن الرجال الذين حول الوزير فى وزارة الثقافة؟ - أنا حظى أسود.. وأشعر بحالة انتحار يومى، حين أعمل مع مسؤولين كسالى ومهملين! ■ مين اللى نحاسبه عند حدوث أزمات من هذا النوع.. الوزير أم رجاله؟ - أنا طبعاً مسؤول عن اختياراتى.. وهمه كانوا كويسين، لكن ماعرفش إيه اللى بيجرا ليهم! ■ بقاء المسؤول فى موقعه طول العمر يخليه يريح.. الحكاية تصبح وظيفة والسلام؟ - كان لازم نعمل استقرار فى مؤسسات الوزارة! ■ بصراحة كده.. حد طلب منك الاستقالة؟ - لأ.. ما حصلش.. وشعلان كان مفوض بسلطات الوزير! ■ بس سيادتك كنت بتحتفظ بالاستقالة فى جيبك.. هل تقدمها هذه المرة؟ - أقدمها ليه؟.. هوه أنا كنت هاقف على باب المتحف.. تنحرق الخشخاش واللى رسمها كمان.. انتوا ما تعرفوش إن الوزير بينتحر كل يوم! ■ هل حضرتك بتلاقى حماية معينة؟ - من مين يعنى.. أنا راجل حياتى كلها لخدمة بلدى.. لا عيل ولا تيل! ■ من الرئيس مبارك شخصياً! - لأن الرئيس يعرف أننى أعمل ليل نهار.. الرئيس لا يجامل أحداً! ■ ماذا تقول للمثقفين الذين يطالبون بإقالتك وعزلك ومحاكمتك؟ - محاكمتى ليه.. لكن لو إقالتى يبقوا خدمونى.. على الأقل أتفرغ للوحاتى وفنى.. هاكسب دهب! ■ الوزارة واقفة عليك بالخسارة.. يا معالى الوزير؟ - أى مواطن عادى أفضل حالاً من رئيس الوزراء نفسه.. مش بس الوزير! ■ سمعنا أن سيادتك هترشح نفسك فى مجلس الشعب القادم؟ - فيه تفكير صحيح.. وفيه مناشدات شعبية بالترشح! ■ مناشدات أم ضوء أخضر من الرئاسة؟ - لأ.. اتصالات من الناس ومن الأهل والعشيرة بالإسكندرية! ■ لماذا يسعى الوزير إلى حصانة مجلس الشعب؟ - لخدمة الناس.. ورد شىء من أفضالهم عليه! ■ لخدمة الناس بجد.. ولاَّ علشان الكلام عن المحاكمات وخلافه؟ - تقدر تحسبها زى ما انت عاوز.. شكلك مزقوق من حد عليا! ■ سيادة الوزير.. خلال أسبوع واحد.. تكررت زيارات الوزراء على مكتب النائب العام؟ - زى مين يعنى؟ ■ قبلك كان حاتم الجبلى.. فى قضية نواب العلاج! - مافيهاش حاجة.. دى مؤسسات بتشتغل.. نروح ونيجى إيه المانع؟ ■ أكيد فيه مرة.. هتروحوا مش هترجعوا! (ضحك وهرج.. انتهى بعده المؤتمر الصحفى على باب محكمة النقض)