الإعلام الأمريكى: بدء محاكمة «المنظمات» تصعيد مصري للمواجهة مع «واشنطن»

اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بالتعليق على قرار محكمة جنايات القاهرة تحديد 26 فبراير الجارى موعداً لعقد أولى جلساتها فى قضية «التمويل الأجنبى» غير المشروع لمنظمات المجتمع المدنى التى بلغ عدد المتهمين فيها 43 بينهم 19 أمريكياً، واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن بدء المحاكمة بمثابة «تصعيد» للمواجهة التى هزت التحالف الذى دام لمدة 3 عقود بين القاهرة وواشنطن.
وأضافت الصحيفة أن التحقيق فى القضية كان مشحوناً سياسياً، وهو ما أدى إلى هبوط مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر إلى أدنى مستوى على مدى ال30 عاماً الماضية، بعد أن كانت تعتبر ك«حجر الزاوية» فى النظام الإقليمى منذ تم التوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد» عام 1978.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن اتهام الأمريكيين يعرض المعونة الأمريكية لمصر للخطر، مشيرة إلى أن الملاحقات القضائية لهؤلاء الأمريكيين تأتى على خلفية كراهية متزايدة للأجانب، وقرع الطبول المناهضة للولايات المتحدة والتى تظهر جلياً فى تصريحات كبار المسؤولين المصريين، مما يوحى بأن مشاكل مصر هى من عمل عملاء أمريكا الذين يوزعون مبالغ نقدية لنشر الفوضى فى الشوارع.
ونقلت الصحيفة عن أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية، رفضت الكشف عن هويتها، قولها إن «الولايات المتحدة لم تتلق تأكيداً رسمياً بموعد المحاكمة»، مضيفة «ما زلنا نعمل مع الحكومة المصرية على هذا الأمر» .
من جانبها، ذكرت إذاعة «صوت أمريكا» أن تحديد موعد المحاكمة يزيد من حدة التوترات المرتفعة بالفعل بين البلدين، مشيرة إلى أن فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى، حظيت بدعم الصحافة المصرية.
فيما رأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن تحديد موعد المحاكمة يزيد من حدة الصدع فى العلاقات (المصرية الأمريكية)، مشيرة إلى أن المحاكمة تمثل تصعيداً، فيما أصبحت أعمق أزمة فى العلاقات بين البلدين منذ عقود.
وأوضحت الوكالة أن الخلاف المتنامى يكشف عن المسار «غير المؤكد» الذى ينتهجه المجلس العسكرى، مشيرة إلى أنه خلال فترة حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، تحملت الولايات المتحدة سياسات مبارك المعادية للديمقراطية، واستمرت فى تمويل حكومته، لأنها كانت تعلم أنه سيحافظ على معاهدة السلام.
وقالت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية إن القرار يكشف عن تلاشى الآمال بتوصل واشنطن والقاهرة إلى حل دبلوماسى للقضية التى تهدد بتمزيق العلاقات الاستراتيجية التى شكلت حصناً منيعا للاستقرار فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تحديد موعد المحاكمة يشكل لحظة حرجة لوزارة الخارجية الأمريكية.
من جانبه، ناقش وزير النقل الأمريكى، راى لحود، والد سام لحود، أحد المتهمين فى قضية «التمويل الأجنبى»، أمر نجله مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ومسؤولين آخرين بالإدارة، الأسبوع الماضى، قائلاً: «لقد أكدوا لى جميعاً أنهم سيقومون بكل ما فى وسعهم لحل هذه المشكلة، وأنا أثق بهم».
وتابع: «هذه هى المرة الأولى التى تقع فيها منظمات غير حكومية تحت هذا النوع من الهجمات من قبل الحكومة فى أى بلد فى العالم، فهذه المنظمات تعمل منذ عدة سنوات فى بناء الديمقراطية، وظنوا أن من حقهم القيام بذلك»، معتبراً أن «ما يحدث فى مصر محير لكثير من الناس».