أكدت ناتاليا بايونا، المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة، أنه من المتوقع أن يبلغ الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي 337 مليار دولار في عام 2025، مشيرةً إلى أن التكنولوجيا باتت في صميم العمل والابتكار، كما أنها حاضر ومستقبل صناعة السياحة. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة، في جلسة خاصة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في صناعة السياحة خلال فعاليات اجتماعات منظمة الأممالمتحدة للسياحة في العاصمة السعودية الرياض: «لكن المشكلة أو التحدي هنا هو أنه لا يزال لدينا 2.6 مليار شخص غير متصلين بالإنترنت.. فكيف نوازن هذا الأمر؟ وكيف نساعد الأشخاص الذين لا يملكون إمكانية الوصول إلى الإنترنت ليصبحوا على دراية بهذه الأدوات؟». وأضافت: «وكيف نساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة على الانضمام إلى الأجندة الرقمية؟»، مشيرةً إلى أن المنظمة أجرت استطلاعًا، وتبيّن من خلاله أن أكثر من 50% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع السياحة لا تستثمر سوى 5000 دولار سنويًا في أجندتها الرقمية، معتبرةً أن هذا تحدٍ واضح. ونوهت ناتاليا بايونا إلى أن 50% من القوى العاملة في السياحة من الشباب، لافتةً إلى أنه من دون التعليم، والتعليم المناسب للأجيال الشابة، لن نتمكن من التقدم في هذا القطاع أو بناء مسارات مهنية حقيقية لهم. وقالت: «بالطبع يزدهر الابتكار هنا عبر تطوير المهارات، ليس فقط لتبني التكنولوجيا، بل أيضًا لمساعدة الشباب على أن يصبحوا رواد أعمال، ويؤسسوا شركاتهم الخاصة، ويكونوا جزءًا من هذا التحول». وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة على ضرورة أن يكون للسياحة دور أقوى في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرةً إلى أن المنظمة من جانبها تقوم بإعداد تقارير وأبحاث، وأجرت مؤخرًا استطلاعًا لجميع الدول الأعضاء وجميع الحكومات لفهم موقع القطاع فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. كما نوهت إلى أهمية التعليم والتكنولوجيا، وكيفية استخدامهما لتسهيل وصول الفئات الأكثر هشاشة إلى التعليم وتوسيع نطاق الأثر. وذكرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة أن المنظمة لديها أجندة متخصصة تشمل مسابقات للشركات الناشئة وغيرها، مشيرةً إلى إطلاق أول مسابقة في هذا الشأن بالتعاون مع جامعة «ساكسون» الهولندية. وقالت: «إن المنظمة تروج لتقريرين أُنجزا عبر مكتبنا الإقليمي بالتنسيق مع المقر الرئيسي، التقرير الأول حول تحليل أثر الذكاء الاصطناعي على قطاع السياحة والوظائف في المملكة، والثاني موجه لجميع الدول الأعضاء، ويتضمن توصيات للحكومات لإعداد استراتيجية متخصصة للذكاء الاصطناعي في السياحة». وأكدت أن التعليم عبر الإنترنت بالغ الأهمية بالنسبة للمنظمة، موضحةً أنه تم إنشاء أول أكاديمية إلكترونية بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع أفضل الجامعات العالمية، مع دورات تعليمية واسعة الانتشار (MOOCs). وقالت: «بفضل هذا المشروع، أصبح لدينا مُدرّس بالذكاء الاصطناعي داخل الأكاديمية، وهي أول منصة إلكترونية متخصصة في السياحة تضم أساتذة بالذكاء الاصطناعي قادرين على تخصيص مسار التعلم. واليوم تُقدَّم الأكاديمية السياحية عبر الإنترنت بخمس لغات، والمدرّس الذكي قادر على تخصيص التجربة التعليمية». وأضافت: «كما أن الوصول إليها مفتوح للجميع، ولدينا برنامج منح دراسية مُصمم لكل عضو، لذا ندعو لاستخدامها في المسارات التعليمية». ولفتت بايونا إلى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «واتساب»، قائلةً إنهم أدركوا — وفقًا للاتجاهات في قطاعات اقتصادية أخرى — أن التدريب المهني قد يكون صعبًا، لأن أصحاب هذه المهن يعملون على مدار الساعة، مثل سائقي التاكسي، أو موظفي الفنادق، أو من يعيشون في مناطق ريفية بلا حاسوب.. لكن الجميع لديهم هاتف محمول. وقالت: «لذا قمنا منذ العام الماضي بتقديم دورات تعتمد على الذكاء الاصطناعي عبر واتساب، والدورات مصممة خصيصًا لكل فئة. وقد نفذنا برامج في السلفادور حول السياحة الصديقة للعائلات، وفي تشيلي للقرى السياحية الريفية، وفي إسبانيا مع جمعيات الضيافة، وفي كولومبيا، مسقط رأسي، وفي كارتاخينا قمنا بتدريب جميع سائقي التاكسي في المنطقة بفضل الذكاء الاصطناعي وواتساب. النموذج بسيط.. 10 دقائق تدريب يوميًا». وأوضحت أن أجندة الأممالمتحدة وموضوع الجمعية العامة هو الذكاء الاصطناعي، وبفضل المملكة سنصدر إعلانًا خلال الأيام المقبلة يركز على كيفية تعاون الحكومات الوطنية والوكالات متعددة الأطراف والسلطات المحلية. وقالت: «وأخيرًا، سنعرض خلال الجمعية نتائج الاستطلاع الخاص بالدول الأعضاء. 80% من وزارات السياحة لدى الدول الأعضاء تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي أو لديها خطط لاستخدامه، وهذا أمر جيد». واستطردت قائلة: «لكن ما نحتاج إليه من خلال «إعلان مستقبل السياحة» هو وضع الأسس لكيفية أن تُسهم تلك الخطط في حل التحديات الحالية في الأجندة الرقمية المتعلقة بالشركات الصغيرة والمتوسطة أو بالأشخاص غير المتصلين بالإنترنت اليوم». وأكدت أن برنامج الابتكار داخل منظمة السياحة تطوّر بشكل كبير، وقالت: «فعندما تم توظيفي قبل سبع أو ثماني سنوات، كان الهدف إنشاء أول مسابقة عالمية للشركات الناشئة. واليوم أقمنا أكثر من 40 مسابقة من هذا النوع، والأرقام تتحدث: 24% من الشركات الناشئة في منظومتنا تقودها نساء». وذكرت أن المنظمة لديها شركات ناشئة من أكثر من 150 دولة ضمن هذا النظام، وأجرينا أكثر من 200 برنامج إرشاد ودعم لأكثر من 18 ألف شركة ناشئة شاركت في البرنامج. وهذه أمثلة لسبع سنوات شهدت ابتكارًا في إفريقيا، ومسابقات للابتكار الاجتماعي، وأمريكا اللاتينية، والسياحة المجتمعية، والسعودية، والنساء في التكنولوجيا، والشرق الأوسط، وغيرها. وأشارت إلى أن مسابقة الذكاء الاصطناعي تُوشك على نهايتها، إذ شارك فيها 400 متقدم من 84 دولة، لافتةً إلى أن أكثر من 48% من الشركات الناشئة المشاركة تقودها نساء — وهذا إنجاز يُظهر بوضوح أهمية رائدات الأعمال في منظومتنا. ونوهت إلى أن أبرز الجنسيات المشاركة جاءت من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا وأوزبكستان والهند، أما المتأهلون للنهائيات فهم من البرازيل وإسبانيا والهند وكولومبيا والإمارات والسعودية.