من «نظرية أوريون» إلى «محطات الطاقة».. باحثة تكشف أخطر خرافات عن الحضارة المصرية

حذرت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ مساعد في الآثار المصرية، والباحثة في الحضارة القديمة، من انتشار ما وصفته ب«العلوم الزائفة» داخل المحتوى الرقمي، مؤكدة أن بعض هذه الأفكار تسربت إلى سيناريو حفل افتتاح المتحف المصري الكبير دون مراجعة علمية أو أثرية دقيقة
وقالت «حنا» في منشور مطوّل عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، إن كثيرًا من صانعي المحتوى يحتفلون بنظريات أو تفسيرات للحضارة المصرية القديمة كأنها حقائق علمية، بينما هي في الواقع تقع تحت ما يُعرف ب«العِلم الزائف في علم الآثار» (Pseudo-archaeology) أو «العِلم الزائف» (Pseudoscience)، وهي أفكار لا تستند إلى منهج علمي أو أدلة موثقة.
وضربت الباحثة أمثلة بهذه النظريات، مثل «نظرية أوريون» التي تزعم أن مواقع أهرامات الجيزة صُممت وفقًا لنجوم حزام أوريون، مؤكدة أن هذه النظرية لم تُثبت أكاديميًا وتُعد «خيالًا علميًا». كما أشارت إلى روايات أخرى عن «تكنولوجيا خارقة» لمصر القديمة أو أن «الفضائيين بنوا الأهرامات»، ووصفتها بأنها قصص جذابة لكنها غير قائمة على دليل.
وأكدت «حنا» أن خطورة هذه الظاهرة تكمن في تشويش الوعي العام وتشويه صورة البحث الأكاديمي، خاصة حين تتبناها مؤسسات ثقافية أو قنوات رسمية دون تدقيق، وهو ما قد يُضعف مصداقية المتاحف وهيئات الآثار.
وقالت: «المعرفة مفتوحة للجميع، لكن يجب التمييز بين التساؤل العلمي وبين الترويج لروايات غير مدعّمة».
وطالبت الباحثة المؤسسات الأكاديمية والثقافية — مثل المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار — بضرورة وضع معايير واضحة لعرض المعلومات، مؤكدة أن دورها يجب أن يكون «تبسيط الحقيقة لا تزييفها»، وأن المحتوى المقدم للجمهور يجب أن يخضع لمراجعة علمية صارمة. وأضافت: «لازم نبلّغ الناس إنّ النظرية دي مثيرة ولكن لم تُدعَم بأدلة كافية، بدل ما نعرضها كأنها حقيقة مؤكدة، خصوصًا في افتتاح درة التاج، «المتحف المصري الكبير».
كما دعت «حنا» إلى إنشاء برامج للتوعية داخل المتاحف وعلى الإنترنت لتعريف الجمهور بكيفية التحقق من المعلومات الأثرية ومصادرها، قائلة إن «محو الأمية العلمية في الآثار» أصبح ضرورة.
ووجّهت الباحثة نصيحة لصُنّاع المحتوى المهتمين بالحضارة المصرية: «شجّعوا الفضول لكن كونوا صادقين مع أنفسكم: هل ما تقدموه مبني على بحث علمي؟ هل له أدلة منشورة في دوريات متخصصة؟ أم أنه مجرد تكهّن؟».
واختتمت الدكتورة مونيكا حنا حديثها بالتأكيد على أن العلم الحقيقي لا يحتاج إلى تزيين قائلة: قد لا يكون البحث العلمي مثيرًا مثل الرواية السريعة، لكن متانة الدليل وأمانة النقل أهم من أي ترند أو مشاهدات، لا نضحّي بالعلم «عشان نعمل عرض مبهر»