ينتظر التشغيل منذ 3 سنوات.. مطار «برنيس» خطوة استراتيجية لدعم السياحة والطيران في جنوب البحر الأحمر

في الوقت الذي تتسابق فيه المقاصد السياحية العالمية على تحسين بنيتها التحتية الجوية والبحرية لجذب اسواق جديدة من السياحة الدولية، تقف منطقة جنوب البحر الأحمر على أعتاب لحظة فارقة ينتظرها العاملون في قطاع السياحة والطيران منذ نحو ثلاث سنوات وهؤ لحظة الإعلان الرسمي عن التشغيل الدولي لمطار "برنيس" الجديد، الذي يمثل بالنسبة لكثير من المستثمرين والخبراء في قطاع السياحة والطيران «الأمل المؤجل» لإطلاق نهضة سياحية كبرى في واحدة من أجمل المناطق البِكر في مصر، وأكثرها جذبًا لعشاق الغوص والسفاري وسياحة البيئة جنوب مرسي علم وسط استفسارات متعددة من شركات السياحة والطيران الأجنبية حول الموعد الرسمي لافتتاح المطار لاستقبال الرحلات الدولية، لوضع المطار على جداول تشغيل الرحلات الشارتر والمنتظمة القادمة من الأسواق الأوروبية والآسيوية والخليجية.
والقصة بدأت قبل ثلاث سنوات، حيث اكتملت ملامح المطار على أرض الواقع، واستقبل رحلة تجريبية، وظهرت مشاهد المصاعد والقاعات ونقاط التفتيش أمام أعين العاملين بالقطاع وهم يتطلعون إلى اليوم الذي تُفتح فيه بواباته أمام رحلات الشارتر والرحلات الدولية المنتظمة. إلا أن مرحلة التشغيل الدولي لم تبدأ بعد، وسط حالة من الترقب من قطاع السياحة والطيران التي تحولت إلى دعوات صريحة لمسؤولة وزارة الطيران بالتسريع في اتخاذ القرار ويأتي مطار برنيس ضمن منظومة المطارات الدولية الجديدة التي تعهّد الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذها، في إطار خطة الدولة للنهوض بصناعة النقل الجوي وتعزيز الربط السياحي والاستثماري بالمناطق الواعدة.
وتشير البيانات الفنية الخاصة بمطار برنيس الدولي إلى أنه يضم ممرًا بطول 3650 مترًا وعرض 60 مترًا، إضافة إلى ساحة انتظار طائرات ترمك تستوعب نحو 8 طائرات في آن واحد، وصالة ركاب بسعة 600 راكب في الساعة، وبرج مراقبة بارتفاع 58 مترًا، و47 منشأة فنية وإدارية وخدمية، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 2.31 مليار جنيه.
واكد حمادة محمود، مدير إحدي شركات السياحة العاملة في السوقين الروسي والاوربي ، أن قطاعي السياحة والطيران ينتظر منذ نحو 3 سنوات الإعلان الرسمي عن بدء التشغيل الدولي لمطار "برنيس" الجديد جنوب البحر الأحمر، تمهيدًا لاستقبال الرحلات السياحية المباشرة من مختلف مطارات العالم، وربطها بالمنتجعات الواقعة في مناطق وادي الجمال، حماطة، ووادي لحمي جنوب مرسى علم وبالرغم من جاهزية المطار للتشغيل واستقبال رحلات تجريبية الا انه مازال لم يفتتح للتشغيل الدولي وانه من المتوقع أن يستقبل مطار برنيس رحلات منتظمة وشارتر من مختلف دول العالم، خاصة بعد تصميمه في زمن قياسي وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية للمطارات الدولية، ليكون أحد أهم ركائز انطلاقة سياحية جديدة نحو جنوب البحر الأحمر وان التشغيل الدولي للمطار سيحدث تحوّلًا نوعيًا في خريطة السياحة المصرية عبر فتح أفق أكبر لسياحة البيئة والغطس والسفاري، وجذب شريحة السائح الباحث عن الهدوء والمناطق البِكر البعيدة عن الزحام. كما سيوفر التشغيل آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في قطاعات النقل الفندقي والخدمات الأرضية والأنشطة البحرية والرحلات البرية.
واكد سيد الجابري، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر ان تشغيل المطار في استقبال الرحلات الدولية يمثل خطوة محورية لقطاع السياحة بجنوب مرسي علم والاستفادة من الاستثمارات التي تم انفاقها، إذ سيختصر المسافة بينه وبين الفنادق السياحية المجاورة إلى نحو 20 كيلومترًا فقط، بعد أن كانت أقرب نقطة استقبال جوية بمطار مرسى علم تبعد ما يقرب من 150 إلى 200 كيلومتر، ما كان يرهق السائحين ويؤثر على نسب الإشغال.
واضاف الجابري أن مطار برنيس يعد من المطارات الواعدة القادرة على تنشيط حركة السياحة الدولية في جنوب البحر الأحمر، خاصة بعد تزايد الطلب العالمي على سياحة البيئة والسفاري والغطس في مناطق وادي الجمال، ووادي لحمي، ومرسى حميرة.
وانه سيصبح المطار الرئيسي لخدمة المنتجعات السياحية الواقعة جنوب مرسى علم، ما يوفر نحو 200 كيلومتر من الانتقال البري للسائحين الذين كانوا يضطرون للوصول عبر مطار مرسى علم.
ويُعد التشغيل الدولي للمطار نقلة اقتصادية كبرى للمنطقة، إذ تعاني القرى والفنادق السياحية بجنوب البحر الأحمر من بُعد المطارات الحالية، ما أدى إلى عزوف بعض السائحين رغم تميز المنطقة بطبيعتها الخلابة ومقوماتها البيئية الفريدة.