5 أسباب تجعل المتحف المصري الكبير يتفوق على كل متاحف العالم

وسط متاحف العالم العريقة التي تروي سرديات متعددة، يرتفع المتحف المصري الكبير كأنّه ترجمة صامتة لحضارة نُحتت في صخر الزمن وتمدّ جذورها إلى المستقبل. لا يكتفي هذا الصرح بأن يكون الأكبر في حجمه، بل يتفوّق بمكانه، تصميمه، وعمق تجربته، ليُعلن نفسه وفق تقارير دولية متعددة كأكبر متحف في العالم مكرّس لحضارة واحدة؛ إذ يمتد على مساحة تُقارب 50–120 فدانًا، ويضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية.
هنا، على هضبة الجيزة، حيث تهمس الأهرامات بحكايا الملوك، يقف المتحف المصري الكبير كاستكمال بصري وتاريخي للمشهد الفرعوني، وجسر بين الماضي والحداثة. لا يعرض التاريخ كذكرى بعيدة، بل يقدّمه كتجربة حيّة تعيد تشكيل فهم العالم للحضارات. يُعد المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي أُطلق عليه لقب "هدية مصر للعالم"، إنجازًا ليس فقط في سياق ترميم وعرض الآثار، بل في إعادة تعريف التجربة المتحفية عالميًا. تفوق هذا الصرح المعماري يكمن في مزايا استراتيجية وعرضية لا تتوفر لأي متحف آخر، مما يجعله وجهة فريدة تتفوق على متاحف عريقة مثل اللوفر والمتحف البريطاني، وفقًا لتقارير Daily Sabah وExpeditions.com.
5 أسباب تضع المتحف المصري الكبير في صدارة المتاحف العالمية
1. الأضخم عالميًا والمخصص لحضارة واحدة
يتفوق المتحف المصري الكبير في مفهومه وحجمه على جميع نظرائه العالميين:
* الأكبر من نوعه: هو أكبر متحف في العالم يُخصص بشكل كامل لحضارة واحدة فقط، وهي الحضارة المصرية القديمة التي تمتد عبر عصور مختلفة (فرعونية، يونانية، ورومانية).
* قياسًا على اللوفر: يمتد المتحف على مساحة هائلة تبلغ حوالي 500,000 متر مربع (120 فدانًا)، وهو ما يوازي تقريباً ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس، مما يسمح بعرض ضخم لأكثر من 100,000 قطعة أثرية.
2. كنوز توت عنخ آمون... لأول مرة تُعرض بالكامل
يمثل عرض كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون نقطة جذب تاريخية وحصرية لا مثيل لها:
* عرض المجموعة كاملة: المتحف هو المكان الوحيد في العالم الذي يعرض المجموعة الكاملة ل 5398 قطعة أثرية من مقبرة الملك توت عنخ آمون في قاعة عرض واحدة وبتسلسل زمني وموضوعي، لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.
* قطع حصرية: تشمل المجموعة حوالي 2000 قطعة لم يسبق عرضها للجمهور إطلاقاً، مما يمنح الزائرين تجربة كشف علمي وتاريخي فريدة.
3. التكامل المعماري مع الأهرامات
الموقع الاستراتيجي والتصميم المعماري يربطان المتحف مباشرة بأعظم معالم الحضارة المصرية:
* الموقع البانورامي: يقع المتحف على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، مما يوفر إطلالة بانورامية لا تُضاهى تربط التجربة المتحفية بالمعلم الأصلي.
* التصميم الرمزي: صُممت واجهته الزجاجية والحجرية الضخمة (ارتفاع 46 مترًا وطول 600 متر) لتكون بمثابة "الهرم الرابع" لهضبة الجيزة، حيث تتكون من مثلثات هندسية تعكس التصميم الفرعوني القديم.
* ربط بصري وتاريخي: يضم المتحف ممشى سياحيًا بطول 1.27 كم يربط بينه وبين المنطقة الأثرية للأهرامات، لتوحيد مصر القديمة والحديثة.
4. مؤسسة علمية ومركز ترميم مُحصّن عالميًا
لا يقتصر المتحف على العرض، بل هو مركز عالمي للبحث والحفظ يرسخ معياراً جديداً في صون التراث:
* مركز الترميم الأضخم: يضم أكبر مركز للترميم والحفظ في الشرق الأوسط، مزودًا بأحدث المعامل والمعدات لترميم الأخشاب والمعادن والمومياوات، مما يجعله مرجعًا عالميًا في علم المصريات.
* الأمان الرقمي والفيزيائي: المتحف مُحصّن بأقوى أنظمة الحماية في العالم، بما في ذلك نظام تتبع آلي للقطع الأثرية (RFID)، وكاميرات مراقبة ليلية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة بيومترية للتحكم في المناطق الحساسة.
* أول متحف أخضر: حصل المتحف على شهادة "Edge Advance" الدولية للمباني الخضراء، لتميزه في ترشيد الطاقة واستخدام الطاقة النظيفة.
[image:5:center]
5. فناء ومتحف مركب خوفو.. أكبر وأقدم أثر عضوي
المتحف هو موطن لأعظم كنز خشبي عُثر عليه، مما يضيف بعداً فريداً لتجربة الزوار:
* مركب خوفو الأول: المتحف هو المضيف الدائم ل مركب خوفو الأول (المركب الشمسي)، أكبر وأقدم قطعة أثرية عضوية خشبية في تاريخ البشرية (طولها 42 مترًا ووزنها 20 طنًا)، والتي نُقلت في عملية هندسية بالغة التعقيد عام 2021.
* العرض المتكامل: المتحف يضم فناء ومتحفاً خاصاً لمركب خوفو، وسيُعرض فيه أيضاً مركب خوفو الثاني بعد الانتهاء من ترميمه وإعادة بنائه، ليُقدم للزائر تجربة متكاملة للتراث البحري للمصريين القدماء.