757 جنيها خسارة في عيار 21 .. ماذا فعل الاتفاق الأمريكي الصيني ب أسعار الذهب؟

يشهد سوق الذهب تراجع كبير خلال الساعات الأخيرة، حيث انخفض سعر الأونصة عالميًا إلى 3890 دولارًا، بينما سجل عيار 21 في مصر انخفاضًا جديدًا، مسجلًا 5234 جنيهًا فقط، بعد أن وصل لي 5991 الأسبوع الماضي هذا الانهيار، الذي وصف ب«التاريخي» في الأسواق، مما يثير تساؤلات حول الاتجاهات المستقبلية وفرص الاستثمار في الذهب، ونستعرض عبر هذا التقرير الأسباب الرئيسية لهذا التراجع على الصعيدين العالمي والمحلي، طبقا إلى تحليلات خبراء اقتصاديين.
الأسباب العالمية لتراجع سعر الذهب
شهد سعر الذهب انخفاضًا بنسبة تزيد عن 2% في يوم واحد فقط، مسجلًا أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع، مدفوعًا بتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لخبراء في رويترز، أدى التفاؤل بشأن صفقة تجارية محتملة بين البلدين إلى تقليل الطلب على الذهب كأصل آمن، حيث يُعتبر المعدن النفيس ملاذًا تقليديًا في أوقات التوتر الجيوسياسي والاقتصادي، وكشف التقرير أن التحسن في العلاقات التجارية يقلل من مخاوف التضخم والحروب التجارية، التي كانت الدافع الرئيسي لصعود الأسعار سابقًا.
من جهة أخرى،أكد التقرير أن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي أحد العوامل المساهمة في الضغط الهبوطي على الذهب، مع ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.4% خلال الأسبوع الماضي، مما جعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين خارج الولايات المتحدة، مما يحد من الطلب العالمي.
أشارت تقارير فوربس، فإن زيادة عوائد السندات الأمريكية جعلت الاستثمارات في الديون الحكومية أكثر جاذبية مقارنة بالذهب غير المدر الدخل، بالإضافة إلى ذلك، ساهم جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد صعود قوي، إلى جانب بيع قسري من التجار قصيري الأجل، في تسريع الهبوط، حيث فشل الذهب في اختراق مستوى 4380 دولارًا للأونصة.
وفقًا لتحليلات من «كيتكو»، قد يستمر الضغط البيعي الفني في الأيام القادمة، خاصة مع اقتراب قرارات السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي قد تعزز قوة الدولار أكثر، ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا التراجع قد يكون مؤقتًا، حيث يظل الذهب جذابًا في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل الصراعات في الشرق الأوسط.
تراجع سعر الدولار في الصاغة المصرية
في السوق المصري، يعكس التراجع الحالي الاتجاهات العالمية بشكل مباشر، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5234 جنيهًا، وعيار 24 إلى أقل من 6000 جنيه، مما يُعد أكبر هبوط يومي منذ 2013، يرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع سعر الدولار في البنوك المصرية، الذي يؤثر على تكلفة استيراد الذهب، إلى جانب التراجع العالمي الذي يقلل من الإقبال المحلي.
وفقًا لمحللين اقتصاديين مصريين، أدى الارتفاع في مؤشر الدولار العالمي إلى تقليل الطلب على الذهب كاستثمار آمن داخليًا، خاصة مع تحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي العالمي الذي يقلل من مخاوف التضخم في مصر.
وكشف خبراء الصاغة أن انخفاض الطلب بعد موسم الأعياد، مثل عيد الأضحى والمولد النبوي، ساهم في الضغط على الأسعار، حيث يعد الذهب استثمارًا موسميًا في السوق المصري، ويشير خبراء إلى أن الجنيه الذهب 8 جرامات سجل اليوم 44 ألف جنيه، مما يعكس الخسائر التاريخية التي تضرب التجار والمستثمرين الصغار.
الوقت المناسب لشراء الذهب
رغم التراجع، ينصح بعض الخبراء بالحذر، معتبرين أن الذهب قد يشهد ارتدادًا قصير الأجل إذا عادت التوترات التجارية، بينما يرى آخرون أن الاتجاه الهبوطي قد يستمر حتى نهاية العام إذا استمر الدولار في الارتفاع.
قال عمرو المغربي، عضو شعبة الذهب، إن أفضل توقيت لشراء الذهب هو اللحظة التي يمتلك فيها الشخص فائضًا ماليًا، دون انتظار انخفاض الأسعار أو محاولة توقع حركة السوق، موضحًا أن المعدن النفيس يبقى وسيلة آمنة وفعالة للحفاظ على القيمة في ظل الارتفاع المستمر في معدلات التضخم عالميًا.
وأضاف المغربي أن الاحتفاظ بالنقد لم يعد الخيار الأكثر أمانًا في ظل تراجع القوة الشرائية، بينما يظل الذهب ملاذًا استثماريًا موثوقًا على المدى الطويل.
وأشار إلى أن تراجع أسعار الذهب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها سعر الأوقية في البورصات العالمية، وسعر صرف الجنيه أمام الدولار، إلى جانب مستويات العرض والطلب داخل السوق المحلية.