«واشنطن بوست»: دعم «ترامب» ل«ميلى» يساعده في تحقيق فوز كبير في الانتخابات التشريعية الأرجنتينية

أشاد الرئيس الأرجنتينى، خافيير ميلى، بالفوز الكبير الذى حققه حزبه فى الانتخابات التشريعية النصفية باعتباره نقطة تحول، متعهدا بالمضى قدما فى برنامجه الإصلاحى.
وحصد حزب لا ليبرتاد أفانزا، 40.84% من الأصوات، وفق نتائج رسمية استندت إلى فرز أكثر من 90% منها، وأظهرت النتائج الجزئية أن الحركة البيرونية من يسار الوسط التى حققت نتائج قوية فى الانتخابات الإقليمية فى بوينس آيرس الشهر الماضى، حلت فى المرتبة الثانية بحصولها على 31.64%.
وقال «ميلى» لأنصاره فى مقره الانتخابى فى أحد فنادق العاصمة بوينس آيرس، إن هذه الانتخابات هى تأكيد على التفويض الذى حصلنا عليه فى عام 2023، أى فى الانتخابات الرئاسية، من أجل المضى قدما فى طريق الإصلاح ولكن من دون مبالغات.
وتعطى هذه النتيجة التى تجاوزت التوقعات دفعا قويا للحكومة، علما بأن الشكوك حول نتيجتها فى الشهرين الماضيين أثرت سلبا على الاقتصاد وعلى العملة، لكن حزب الرئيس، ورغم تقدمه الكبير، لن تكون له أغلبية مطلقة فى البرلمان، ووفقا لتقديرات «ميلى»، التى لم تؤكدها السلطات الانتخابية بعد، سيرتفع عدد مقاعد حزبه فى البرلمان من 37 إلى 101 من أصل 257، وفى مجلس الشيوخ من 6 إلى 20 من أصل 72.
كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وعد بمساعدات ضخمة بقيمة 40 مليار دولار للاقتصاد الأرجنتينى، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن واشنطن لن تكون بهذا السخاء إن خسر «ميلى».
وتعليقًا على هذه النتائج قال «ترامب» فى تدوينة عبر منصته «تروث سوشيال»: «تهانينا للرئيس ميلى على فوزه الساحق فى الأرجنتين، إنه يقوم بعمل رائع، ثقتنا به أكدها الشعب الأرجنتينى».
وفى تقرير بعنوان «فاز الأرجنتينى ميلى بكونجرس أكثر تأييدًا له فى الانتخابات النصفية، بعد حزمة إنقاذ من الولايات المتحدة»، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن التصويت خضع لتدقيق عالمى بعد أن ربط «ترامب» خطة الإنقاذ المالى للأرجنتين بأداء ميلى فى استطلاعات الرأى.
وذكرت الصحيفة أن ميلى، الحليف الأيديولوجى الوثيق لترامب، تم انتخابه فى عام 2023 برسالة شعبوية مماثلة، ووعد بتقليص البيروقراطية الأرجنتينية، وكبح التضخم الجامح، ومواجهة النخبة السياسية.
ووصفت وسائل الإعلام المحلية فى الأرجنتين النتيجة، لا سيما فى العاصمة، بأنها فوز مفاجئ لميلى، وجاء التصويت فى انتخابات التجديد النصفى فى الوقت الذى وضعت فيه الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على الحزمة التى تصل قيمتها إلى 40 مليار دولار.
وصور المنتقدون ومسؤولون فى إدارة ترامب هذه الخطوة باعتبارها جهدا صارخا للتأثير على السياسة فى الأرجنتين وبقية المنطقة، حيث رفض بعض القادة اليساريين القوة السياسية والاقتصادية الأمريكية، وفقا ل«واشنطن بوست».
ووصف وزير الخزانة الأمريكى، سكوت بيسنت، المساعدات، والتى من ضمنها مبادلة عملات بقيمة 20 مليار دولار، بأنها جزء من «مبدأ مونرو الاقتصادى» الجديد فى أمريكا اللاتينية.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن قادة المعارضة والمرشحين استغلوا صداقة ترامب وميلى وعرض المساعدة المالية الأمريكية للتنديد بالتدخل الأجنبى فى انتخابات البلاد.
وتعقيبا على ذلك، أشار الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى، إلى تركيز الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، على قارة أمريكا الجنوبية، ونوعية خاصة من الرؤساء، داخل القارة.
وقال «سعيد»، إن الرئيس الأرجنتينى حليف ل«ترامب» داخل القارة، خاصة أن الرئيس الأمريكى لديه خلافات مع فنزويلا، وكولومبيا، وبالتالى ينظر إلى أن «ميلى» حليف له فى المنطقة.
وأوضح أنه فيما يتعلق بالدعم والمساعدات الأمريكية وتشبيه وزير الخزانة الأمريكى للمساعدات أنها مبدأ «مونرو الاقتصادى» فى أمريكا اللاتينية، فإن ذلك محاولة لاستعادة النفوذ الإقليمى للولايات المتحدة على أمريكا الجنوبية.