حقيقة الصورة المتداولة لدخول أرتال عسكرية تركية نحو شمال سوريا

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«إكس»، صورة ادعى ناشروها أنها تظهر دخول أرتال عسكرية تركية تتجه نحو شمال سوريا، وزعم البعض أنها مؤشرات لتوجيه ضربة على قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مع نهاية العام، وجاءت إحدى التعليقات المصاحبة للصورة كالآتي: «أرتال عسكرية تركية مع معدات جديدة تتجه نحو شمال سوريا، مؤشرات لضربة على قسد قريبة مع نهاية العام أو قبلها».
رصد فريق «تدقيق المعلومات» في «المصري اليوم» 5 حسابات تداولت الصورة عبر منصتي «فيس بوك» و«إكس»، إذ بلغ حجم التفاعل عليه أكثر من 70 ألف مشاهدةً، و3106 إعجابًا، و143 تعليقًا، و124 مشاركةً.
حقيقة الصورة المتداولة
تحقق قسم «تدقيق المعلومات» من الصورة، وتبين أنها قديمة.
من خلال البحث العكسي عنه، تبين أنها تعود إلى عام 2018، لوصول وحدات عسكرية تركية إلى الحدود السورية، عقب إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن إطلاق عملية شرق الفرات، مستهدفة مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تراها أنقرة حينها خطرًا على أمنها القومي وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وأكد «أردوغان» أن الهدف يتمثل في منع قيام ممر مسلح على حدود بلاده وإنشاء منطقة آمنة تتيح عودة اللاجئين السوريين.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن الأرتال تألفت من تعزيزات عسكرية ضمت آليات مدرعة، ووحدات من قوات الكوماندوز، إضافة إلى عناصر من وحدات العمليات الخاصة للدرك، وصلت من مناطق مختلفة داخل تركيا.
دعم تركيا ل سوريا
أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء، الأربعاء، 24 سبتمبر 2025، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقى مع نظيره السوري أحمد الشرع في نيويورك، وأكد دعم أنقرة لكل الجهود التي تحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
ونقلت الوكالة عن أردوغان قوله، خلال اللقاء الذي جاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يجب أن تلتزم بالاتفاق المبرم في مارس الماضي، مع الحكومة، والذي يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
وأكد أردوغان أن «تركيا تراقب التطورات في المنطقة عن كثب، وتنظر بإيجابية إلى جميع المبادرات القائمة على وحدة الأراضي السورية وسيادتها».
وفي سياق متصل، وقال مصدر عسكري في وزارة الدفاع السورية، لإحدى وسائل إعلام سورية، يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025، إن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي جرى تأمينه، بعد نشر عربات مدرعة تركية من نوع "سامور" داخله، إلى جانب منظومات دفاع جوي وطائرات مروحية تركية.
وأضاف أن عدة فرق من الجيش السوري انتشرت في محيط المطار، في وقت تشهد فيه المنطقة تعزيزات عسكرية تركية متزايدة في مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي الحسكة، على الحدود السورية- التركية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية، يوم 25 سبتمبر 2025، مقتل عنصرين من الجيش السوري، من جراء استهدافهما من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في ريف حلب الشرقي.
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، في البيان، إن «عنصرين من الجيش العربي السوري استشهدا من جراء استهدافهما من قبل قسد في أثناء أدائهما لمهامها بريف حلب الشرقي»، وفق ما نقلت وكالة «سانا».
وأضاف البيان أن «الجندي في الجيش العربي السوري عباس عمار عباس ارتقى على جبهة دير حافر بعد استهدافه من قبل قسد، في أثناء أدائه لمهامه، في حين ارتقى المقاتل صالح عبدالمنعم ناصر على جبهة دير حافر بعد استهدافه من قبل أحد قناصي قسد في أثناء أدائه لمهامه».