احذروا من مجفف اليدين بالمراحيض العامة

غالبا ما ينظر إلى مجففات الأيدي في الحمامات العامة على أنها خيار أنظف وصديق للبيئة مقارنةً بالمناشف الورقية، لكن الحقيقة أن هذه الأجهزة لا تسحب هواء نقيا أو مفلترا.
بحسب ما جاء بموقع «تايمز أوف إنديا»، فإنها تسحب الهواء مباشرة من نفس بيئة المرحاض، والتي تكون مليئة بالفعل بالجزيئات المجهرية والبكتيريا، وحتى آثار المواد البرازية.
رذاذ الجراثيم المخفي
يطلق كل تدفق مياه في المرحاض رذاذا دقيقا من الجسيمات في الهواء، وهي ظاهرة تعرف باسم «غبار المرحاض»، وقد أظهرت أن هذه الجسيمات قد تبقى لساعات وتنتشر في جميع الدراسات أنحاء الغرفة ،وعندما يسحب مجفف الأيدي هذا الهواء الملوث ويدفعه بسرعة عالية، تعود تلك الجراثيم إلى الجلد.
الأيدي المغسولة حديثا، في تلك اللحظة، لم تعد نظيفة كما ينبغي.
تدفق هواء أقوى، تلوث أقوى
تكمن إحدى أكبر المشاكل في سرعة الهواء وقوته. يمكن لمجففات الأيدي عالية الطاقة نشر الجراثيم على مساحة أوسع بكثير لتصبح عملية التجفيف نفسها وسيلة لنشر البكتيريا على الملابس والوجه، وحتى على الشخص الذي يقف بالقرب منها.
لا يتعلق الأمر فقط بالبكتيريا والعفن والغبار ،أيضًا الحمامات أماكن رطبة، والرطوبة بيئة مثالية لتكاثر العفن وجراثيم الفطريات، تسحب مجففات الأيدي هذا الهواء الرطب الملوث إلى الداخل وتعيد تدويره مع مرور الوقت، قد يُعرض هذا الجلد ليس فقط للبكتيريا، بل أيضًا لمسببات الحساسية التي تهيج الأنف والحلق والجلد ،فيصبح الجهاز أشبه بمضخة ملوثات خفية لا جهاز تجفيف .
الشعور الزائف ب «الصديقة للبيئة»
تحولت العديد من المكاتب والفنادق إلى استخدام مجففات الأيدي كبديل مستدام للمناديل.
لكن عند مقارنته بالنظافة، يُصبح هذا الخيار محل تساؤل، فالمنديل بمجرد استخدامه تحمل الجراثيم وترمى، أما مجفف الأيدي، فيعيد تدوير الهواء الملوث مرارًا وتكرارًا ،على المدى الطويل، قد يفوق الخطر الصحي الفوائد البيئية المفترضة.
ما الذي يعمل بشكل أفضل بدلا من ذلك؟
إذا كان هناك خيار، فإن التجفيف بالمناشف الورقية يبقى الطريقة الأكثر أمانًا وفعالية، فهي لا تُسرّع تجفيف اليدين فحسب، بل تساعد أيضًا على إزالة البكتيريا المتبقية بعد الغسيل ،في الأماكن التي لا تتوفر فيها المناشف، يعد ترك اليدين تجفان في الهواء الطبيعي خيارًا أكثر أمانًا من الوقوف تحت مجفف يد ينفث هواء الحمام على بشرة نظيفة.