كيف تتعامل مع الشخصية السامة على طريقة «الحجر الرمادي»؟

عند التعامل مع الأشخاص السامين أو المسيئين، غالبا ما يمنحهم الانفعال العاطفي ما يريدونه بالضبط، من اهتمام أو سيطرة أو شعور بالقوة، لكن أسلوب «الحجر الرمادي» هو استراتيجية يستخدمها البعض لجعل التفاعلات أقل فائدة للمسيء.
على الرغم من عدم وجود بحث علمي يثبت نجاح هذه الفكرة، إلا أن كثير من الناس يقولون إنها تساعد في تقليل الصراعات.
ما هي طريقة «الصخرة الرمادية»؟
أن تحول شخصا ما إلى«صخرة رمادية» يعني أن تجعل نفسك غير مثير للاهتمام وغير متفاعل قدر الإمكان، كحجر رمادي باهت، وذلك وفقا لما جاء بموقع «تايمز أوف إنديا».
وهذا عادةً ما يتضمن:
إعطاء إجابات قصيرة وبسيطة
تجنب ردود الفعل العاطفية تجاه ما يقوله أو يفعله الشخص الآخر
الحفاظ على التفاعلات مسطحة ومملة
الفكرة هي أنه إذا لم يحصل الشخص المسيء على رد الفعل الذي يبحث عنه، فقد يفقد الاهتمام وينتقل إلى شيء آخر.
يستخدم بعض الأشخاص هذه الطريقة مع الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم باضطراب الشخصية النرجسية (NPD)، لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسية قد يتلاعبون بالآخرين للحصول على الاهتمام أو ما يسمى غالبا «الإمداد النرجسي».
الفرق بين التأرجح الرمادي و الانسحاب الاجتماعي
من المهم فصل التأرجح الرمادي عن الانطواء الاجتماعي، التأرجح الرمادي خيار واعي، يُطبّق فقط في التفاعلات مع الشخص المسيء، أما الانطواء الاجتماعي، فهو ليس مقصودًا، بل يحدث غالبا لأن الإساءة أثرت سلبا على الصحة النفسية للشخص ما دفعه إلى الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، وحتى عن الحياة اليومية.
قد ينبع هذا النوع من الانسحاب من الشعور بالخجل أو العزلة أو الاعتقاد بأن لا أحد سيصدقهم. وقد يتراجع بعض الأشخاص أيضًا لشعورهم بالولاء للمعتدي وعدم رغبتهم في سماع أي انتقادات موجهة إليهم.
التأرجح الرمادي موجة ومقصود، بينما الانسحاب الاجتماعي أوسع نطاقا، وعادة ما يكون علامةً على الضيق، إذا ابتعد شخص ما عن أحبائه تماما، فغالبًا ما يكون ذلك إشارة إلى حاجته إلى الدعم.
لماذا يستخدم الناس طريقة «الصخرة الرمادية»؟
السبب الرئيسي الذي يدفع الناس إلى اللجوء إلى التأرجح الرمادي هو حماية أنفسهم من الإساءة العاطفية، ويمكن أن تتخذ الإساءة العاطفية أشكالًا متعددة، كالنقد المستمر، أو الإهانات، أو الشتائم.
قد يشمل ذلك إذلال شخص ما أمام الآخرين، أو جعله يشعر بعدم الأمان أو انعدام القيمة، أو محاولة التحكم في أفعاله، ومن الأساليب الشائعة الأخرى العزل، حيث يحاول المسيء عزل كما يعد التلاعب النفسي شكلاً من ضحيته عن أصدقائه وعائلته.
أشكال الإساءة العاطفية، حيث يُدفع الشخص إلى الشك في ذاكرته أو تجاربه أو حتى سلامته العقلية.
برفض الاستجابة عاطفيًا، يأمل من يستخدمون أسلوب «الحجر الرمادي» في تجريد المسيء من شعوره بالسلطة والحد من الضرر الملحق به، ورغم أنه ليس حلاً شاملاً للإساءة، إلا أنه قد يخفف أحيانًا من ضرر التفاعلات السامة.