«الكرسى القلاب» وأنماط البشر من منا لم يركب «الميكروباص» وتضطره الظروف ذات يوم للجلوس على المقعد القلاب. أو خلفه؟ المقعد القلاب فى الميكروباص، ليس مجرد قطعة حديدية متعبة غالبًا، بل تجربة وجودية كاملة. هو اختبار صغير تُوضع فيه فجأة، لتكتشف أى نوع من البشر أنت، وأى نوع يجلس أمامك أو خلفك! هناك من ينساب بجسده فوق المقعد وكأنه فراش ملكى، لا يعنيه أنه بذلك يفتك بعظامك. فإذا اعترضت، هز كتفيه ببرود وقال «هو أنا اللى بوّظته، هاعمل لك إيه؟» هذا النموذج يؤمن أن العالم ينبغى أن يسير على هواه، وأن دوره أن يستمتع على أية حال. ثم هناك ذلك الراكب المفرط الإحساس، الذى يجلس منتصبًا، كأنه جندى فى عرض عسكرى. يظل محافظًا على زاوية قائمة مثالية، حتى لو تجمدت عضلاته. يخرج من الميكروباص مكسور الظهر، لكنه فخور أنه لم يُثقِل على أحد. هو من أولئك الذين يفضلون أن يتألموا وحدهم، بدلاً من أن يزعجوا الآخرين بأنانيتهم. وهناك النوع الآخر، الذى لا يضيع وقتًا، فيلتفت قبل أن تتحرك السيارة، ويأمرك بصرامة ألا تحاول الاتكاء للخلف، فالكرسى تالف، ورجله لا تحتمل، والمصيبة الأعظم إذا كان من طوال القامة. كأن الرحلة معركة استباقية، لا بد أن يضع شروطها من البداية. وهناك الشخص المتأقلم، فيحاول أن يتأقلم مع الوضع، فيتكئ بظهره على زجاج السيارة، بحيث يكون وجهه مقابلًا للركاب، محاولًا أن يتفادى التحميل على من خلفه، وكذلك يُريح ظهره نوعًا ما، وبهذا يكون قد مسك العصا من المنتصف. لكنه فى قرارة نفسه، قد اتخذ قرارًا بألا يجلس عليه مرة أخرى. أما الأكثر غرابة، فهو ذاك الذى يصمت. يجلس خلف الكرسى، يترك ساقه تُسحق ببطء تحت ثقل الغرباء، لكنه لا يفتح فمه. يبتسم فى مرارة، وكأن الألم قدر شخصى، لا يجوز أن يتورط فيه أحد غيره. المقعد القلاب باختصار، أداة تشريح اجتماعى دقيقة. فقط تحتاج من ينظر بعمق. لا إلى ظاهر الشىء بل إلى جوهره. أشرف غازي- البحيرة الحسد يدمّر العلاقات الإنسانية يُعدّ الحسد من أخطر المشاعر السلبية، التى تنخر فى نسيج العلاقات الإنسانية بصمت. وقد عرَّفه علماء النفس، بأنه «شعور بالاستياء تجاه مزايا يتمتع بها الآخرون، مقرونًا برغبة فى امتلاكها». يختلف الحسد عن الغيرة، إذ تنبع الغيرة من الخوف من فقدان ما نملك، بينما ينشأ الحسد من المقارنة والشعور بالنقص أمام الآخرين. لماذا يُعدّ الحسد مدمرًا؟ أظهرت دراسات منشورة فى إحدى المجلات، أن الحسد يؤدى إلى فقدان الثقة بين الأفراد، ويزيد من النزعات العدائية. فبدلاً من مشاركة الآخرين فرحتهم، يُنظر إلى نجاحهم على أنه تهديد، ما يفتح الباب أمام السلوكيات السلبية كالغيبة، والتقليل من الآخرين، وأحيانًا التخريب المتعمد. والأخطر أن الحسد لا يضر بالعلاقات فحسب، بل ينعكس على صاحبه نفسيًا، إذ يرتبط بارتفاع معدلات التوتر والقلق وانخفاض مستوى الرضا عن الحياة. كما ينصح الخبراء، لتجاوز الحسد والتغلب عليه، بممارسة الامتنان، والتركيز على الإنجازات الشخصية بدلاً من المقارنات، ورؤية نجاح الآخرين، كمصدر إلهام لا تهديد. كما أن تطوير التعاطف مع الذات، يساعد على كسر حلقة المشاعر السلبية وتحويلها إلى دافع للنمو. الخلاصة، أن الحسد ليس مجرد شعور عابر، بل عامل مدمر يهدد استقرار العلاقات وسلام النفس. والوعى بخطورته هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع تسوده المودة والتقدير المتبادل. د. محمد أشرف الزامل- القاهرة [email protected] إسرائيل تنتقم من العالم صرَّح نتنياهو منذ أيام، أن إسرائيل تحارب منذ 3500 عام. والتصريح السابق لهذا، أنه يريد إنشاء إسرائيل الكبرى. وبذلك يكون أول المستهدفين مصر، لأنها هى التى حارب الفراعنة اليهود، والذين اضطروا للهروب منها. ومستهدفة الجزيرة العربية بما فى ذلك المدينةالمنورة، وذلك لطرد اليهود منها لخيانتهم رسول الله. فلا تتعجب إذا قصفت إسرائيل قبر الرسول أو الكعبة الشريفة. وأيضًا مستهدفة إسبانيا لأنها فى القرن السادس عشر، قامت بتطهير عرقى لليهود والمسلمين بمحاكم التفتيش. وروسيا أيضًا مستهدفة، لأنها قامت بتطهير عرقى لليهود فى القرن التاسع عشر. وطبعًا ألمانيا مستهدفة لأن فيها تمت المحرقة اليهودية. وقد دفع كل الألمان 1.25٪ من مرتباتهم لإسرائيل من 1950 إلى 1979، عندما تمت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وقد تم ضخ مليارات الماركات الألمانية إلى إسرائيل، كتعويض عن الهولوكوست. ولذلك تقف إسبانيا شامخة ضد إسرائيل، لأنها تعرف أنها مستهدفة من الانتقام الإسرائيلى. د. مدحت خفاجى- جامعة القاهرة