غضب دولى من «الفيتو الأمريكى»: شراكة فى الإبادة الجماعية

أعلنت عدة دول غضبها إزاء استخدام الولايات المتحدة الأمريكية، ال«فيتو» ضد مشروع قرار قدمته 10 دول، لمجلس الأمن من أجل وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار فى غزة، ووصف البعض المجلس بأنه بات بلا فاعلية وأصيب بالشلل، واعتبر خبراء ومنظمات أن عرقلة القرار يعد شراكة فى حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.
وقالت المندوبة الدائمة للدنمارك، كريستينا لاسن، إن الوضع الكارثى فى غزة هو ما دفع للتقدم بمشروع قرار لوقف إطلاق النار، فيما أوضح مندوب الصومال أن الوضع فى غزة طارئ ويتطلب اهتمامًا فوريًّا.
واعتذر مندوب الجزائر الدائم عمار بن جامع، لشعب فلسطين، خاصة فى غزة، قائلًا: «سامحونا لأن هذا المجلس لم يستطع إنقاذكم»، وأوضح الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافونت، أن بلاده تدين بشدة تمديد وتكثيف الهجوم الإسرائيلى على قلب غزة.
وأشارت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد إلى أن بلادها صوتت لصالح مشروع القرار للمطالبة بتحرك عاجل لمعالجة الوضع الإنسانى المروع فى غزة، فيما انتقد الممثل الدائم لروسيا، فاسيلى نيبينزيا، الاستخدام السابع للفيتو من الولايات المتحدة.
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، فو تسونج، إن بلاده تشعر بخيبة أمل إزاء نتيجة التصويت، محذرًا من أن إطالة أمد الحرب لن تؤدى إلا إلى مزيد من الموت والكراهية، وأن النهج السلبى والمعرقل لعمل المجلس أضعف فاعلية المجلس فى معالجة قضية غزة.
فلسطينيًا، أعرب المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، عن أسفه واستغرابه لعرقلة الإدارة الأمريكية مشروع قرار لوقف إطلاق النار مرة أخرى رغم موافقة جميع أعضاء المجلس، موضحًا أن استخدام الإدارة الأمريكية لحق النقض يشجّع الاحتلال الإسرائيلى على الاستمرار فى جرائمه.
وقالت حركة «حماس» إن الفيتو الأمريكى يمثل تواطؤًا سافرًا وشراكة كاملة فى جريمة الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال.
إلى ذلك، علق الدكتور أسامة شعث، السياسى الفلسطينى، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، على الفيتو الأمريكى ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار فى غزة، قائلًا إن مجلس الأمن فشل للمرة السادسة فى تبنى مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى غزة.
وأضاف ل«المصرى اليوم» أنه «للمرة السادسة تجدد أمريكا تأكيدها أنها ضد السلام ومع العدوان الإسرائيلى، وأنها شريك للاحتلال بأشكاله كافة».
وتابع «شعث» أنه على الرغم من الموقف الأمريكى الواضح و«دعمها الكامل للاحتلال والمفضوح فى المنطقة والعالم تصر بعض الدول على أن أمريكا حليف للمنطقة رغم أن استهداف قطر كان بعلم ومعرفة إدارة واشنطن وبضوء أخضر منها».
على صعيد متصل، قال الدكتور محمد السعيد إدريس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة شريك مؤكد للاحتلال الإسرائيلى، معتبرًا أن المخطط الإسرائيلى بشأن غزة متفق عليه ومضمونه تفريغ غزة من شعبها، وبعدها الضفة الغربية وصولًا إلى ضمهما ل«أرض إسرائيل»، توطئة لفرض نظام إقليمى إسرائيلى - أمريكى بالمنطقة.