تسببت في توترات مع الولايات المتحدة.. الصين تعلن انتهاك شركة إنفيديا قوانين مكافحة الاحتكار

صعدت الصين بشكل كبير من المواجهة التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الاثنين، قائلة إن شركة التكنولوجيا العملاقة «إنفيديا»، الشركة الأكثر قيمة في سوق الأسهم الأمريكية والمزود الرئيسي لرقائق الذكاء الاصطناعي، انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار.
يأتي إعلان الجهات التنظيمية الصينية عن نتائج تحقيقها الأولي في مكافحة الاحتكار، في الوقت الذي يعقد فيه الدبلوماسيون الأمريكيون والصينيون جولتهم الرابعة من المحادثات التجارية في مدريد هذا الأسبوع.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، الذي يقود المحادثات عن الولايات المتحدة، أمس الأحد، بأن المناقشات تتقدم بشكل جيد.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صعدت أيضًا الضغوط قبيل المحادثات، حيث أدرجت وزارة التجارة الأمريكية شركتين صينيتين لتصنيع الرقائق على ما يُسمى «قائمة الكيانات»، يوم الجمعة الماضي، ما منع شركتي GMC Semiconductor Technology وJicun Semiconductor Technology من شراء تكنولوجيا أشباه الموصلات الأمريكية.
رغم استمرار المحادثات التجارية، تبادلت الصين والولايات المتحدة ردود الفعل على الإجراءات التجارية المتبادلة، سعيًا منهما لاستغلال الوضع المتوتر، حيث حظرت واشنطن بشكل كبير تصدير المعدات الأساسية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى بكين، بينما أبطأت الصين من وعودها بتوفير المعادن النادرة المستخدمة في مجموعة واسعة من المعدات الإلكترونية والدفاعية.
يمثل التحرك الصيني الأخير ضد «إنفيديا» إجراءً أكثر عدوانية، وإشارة محتملة للولايات المتحدة بأن وعود إدارة ترامب الأخيرة بفتح أسواق رقائق إنفيديا أمام الصين قد لا تُستقبل بالقبول الذي توقعه البيت الأبيض.
تعتقد كل من الصين والولايات المتحدة أن الذكاء الاصطناعي والرقائق التي تُشغّله بالغة الأهمية للأمن القومي. ورغم أن التكنولوجيا الصينية متأخرة حاليًا عن التكنولوجيا الأمريكية، إلا أنها تلحق بها.
وأعلن ترامب الشهر الماضي، عن موافقته على صفقة مع شركة إنفيديا وشركة AMD، وهي شركة أخرى لتصنيع الرقائق، لدفع 15% من عائداتهما من مبيعات أشباه الموصلات إلى الصين للحكومة الأمريكية مقابل تراخيص لتصدير نسخ مُحسّنة من تقنياتهما، وإن كانت مخفضة، إلى هناك.
وتُساعد هذه الصفقة إدارة ترامب على الحفاظ على هيمنة أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي، مع دفع مناقشاتها التجارية المهمة مع الصين.
أصبح جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، والذي أبرم ترامب الصفقة معه في المكتب البيضاوي الشهر الماضي، ضيفًا دائمًا على البيت الأبيض، في إطار سعيه هو وترامب لتعزيز مصالحهما المشتركة، ومن المقرر أن يلتقي هوانغ بترامب خلال زيارته للمملكة المتحدة هذا الأسبوع.
الصين ضد إنفيديا
ليس من الواضح ما إذا كانت الصين ستعاقب شركة إنفيديا. وأعلنت هيئة تنظيم السوق الصينية أنها ستجري تحقيقًا إضافيًا مع الشركة، ويأتي قرار مواصلة التحقيقات بعد التحقيق الأصلي الذي بدأ في ديسمبر.
أعلنت إدارة الدولة الصينية لتنظيم السوق في بيان لها أن شركة إنفيديا انتهكت شروط الموافقة المشروطة من الهيئة التنظيمية لاستحواذها على شركة تصميم الرقائق الإسرائيلية «ميلانوكس تكنولوجيز»، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وكانت الصين قد وافقت على عملية الاستحواذ عام 2020.
انخفض سهم Nvidia بنسبة 1.4% في تداولات ما قبل السوق بعد الإعلان.
في أبريل، منع البيت الأبيض تصدير بعض شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين، بما في ذلك شرائح H20 من Nvidia وشرائح MI308 من AMD. وصرح مسؤول أمريكي لشبكة CNN بأن الاتفاق غير المسبوق مع إدارة ترامب الشهر الماضي يسمح للشركات بالحصول على تراخيص تصدير لاستئناف مبيعات هذه الشرائح في الصين.
وأطلقت شركة إنفيديا شريحة H20 العام الماضي كوسيلة للحفاظ على الوصول إلى السوق الصينية -التي شكلت 13% من مبيعات الشركة في عام 2024- في مواجهة ضوابط التصدير الأمريكية التي فرضتها إدارة بايدن.
على الرغم من سماح ترامب للصين ببيع رقائق الماء الشهر الماضي، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت الصين ستقبلها. وتُثير هذه الرقائق مخاوف أمنية لدى الصين، وفقًا لما ذكره حساب على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبط بوسائل إعلام حكومية صينية في الأيام التي تلت إعلان البيت الأبيض السماح ببيعها للصين.
ومن المرجح جدًا أن تحصل الصين على هذه الرقائق من السوق السوداء. ويُعتقد على نطاق واسع أن رقائق الماء ساهمت في تطوير DeepSeek، وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني متقدم هز وادي السيليكون، وهو مركز عالمي للابتكار التكنولوجي في كاليفورنيا، عند إطلاقه في وقت سابق من هذا العام، مما أثار مخاوف من أن الصين كانت متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر مما كان يُعتقد سابقًا.