مصر تؤكد حرصها على المشاركة بفاعلية في جهود استعادة الأمن بالسودان

أكدت مصر حرصها على المشاركة بفاعلية فى كل الجهود الدولية والإقليمية الرامية لمعاونة ودعم الأشقاء فى السودان لاستعادة الأمن والاستقرار فى السودان، ورسم المستقبل المشرق الذى يستحقه الشعب السودانى.
وقالت وزارة الخارجية، فى بيان، إنه فى إطار حرص مصر على إنهاء الحرب وضمان وحدة السودان وسلامته الإقليمية، أصدرت مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة أمس الأول بيانًا مشتركًا لاستعادة السلام والأمن فى السودان، وذلك عقب مشاورات مكثفة بين الدول الأربع لعدة أسابيع فى إطار جهود الرباعية الدولية لإنهاء الحرب الجارية فى السودان، ووقف معاناة أبناء الشعب السودانى الشقيق.
وجاء حرص مصر على الانضمام لتلك المبادرة من منطلق موقفها الراسخ الداعم لوحدة وسيادة السودان، والداعم لصون مؤسساته الوطنية، ولسرعة استعادة الأمن والاستقرار المأمولين فى السودان بما يسمح بعودة المزيد من النازحين إلى مساكنهم، واستعادة حياتهم الطبيعية، ويحافظ على مقدرات الدولة.
وشدد البيان على ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة السودان وسلامته الإقليمية كعناصر أساسية للأمن والاستقرار فى السودان، وتكثيف المساعدات الإنسانية لجميع أبناء الشعب السودانى الشقيق، وإنهاء تدفقات السلاح التى تطيل من أمد النزاع، وطالب البيان بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر بصفة مبدئية، تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم يقود ذلك إلى عملية انتقالية جامعة وشفافة خلال 9 أشهر تحقق تطلعات الشعب السودانى نحو حكومة مدنية مستقلة، حيث اتفق وزراء خارجية الدول الأربعة على متابعة تنفيذ تلك الالتزامات وبذل مساعيهم الحميدة لضمان التنفيذ، والتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى لتحقيق الأهداف المتقدمة، فضلًا عن مواصلة اجتماعاتهم على المستوى الوزارى ودون الوزارى لدعم جهود وقف الحرب فى السودان، وعقد اجتماع على المستوى الوزارى على هامش أعمال الشق الرفيع المستوى للجمعية العامة فى نيويورك خلال سبتمبر الجارى.
تضمن البيان كذلك الإشادة بجهود السعودية والولايات المتحدة فى إطار عملية جدة لتحقيق وقف إطلاق النار فى السودان، فضلًا عن جهود مصر فى رعاية الحوار السياسى السودانى من خلال ملتقى القوى السياسية والمدنية السودانية الذى عقد دورته الأولى فى القاهرة فى يوليو 2024.
وجاء فى نص البيان المشترك بشأن استعادة السلام والأمن فى السودان أنه بناءً على دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، أجرى وزراء خارجية كل من مصر والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، مشاورات مكثفة بشأن الصراع فى السودان، مشيرين إلى أنه تسبب فى أسوأ أزمة إنسانية فى العالم، وأنه يشكل مخاطر جسيمة على السلم والأمن الإقليميين.
والتزم الوزراء بمجموعة من المبادئ المشتركة لإنهاء الصراع فى السودان، هى: سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ضرورية للسلام والاستقرار، وأنه لا يوجد حل عسكرى مجدٍ للصراع، واستمرار الوضع الراهن يسبب معاناةً غير مقبولة ومخاطر على السلم والأمن، وأنه يجب على جميع أطراف النزاع تسهيل الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، ومن خلال جميع الطرق اللازمة وحماية المدنيين وفقًا للقانون الدولى الإنسانى، والتزاماتهم بموجب إعلان جدة، والامتناع عن الهجمات الجوية والبرية العشوائية على البنية التحتية المدنية.
وأكد البيان أن مستقبل حكم السودان يقرره الشعب السودانى من خلال عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية، ولا يخضع لسيطرة أى طرف متحارب، ودعا الوزراء إلى هدنة إنسانية، ل3 أشهر بصفة أولية، لتمكين الدخول السريع للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان، بما يؤدى بشكل فورى إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم يتم إطلاق عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية وإبرامها فى غضون 9 أشهر لتلبية تطلعات الشعب السودانى نحو إقامة حكومة مستقلة بسلاسة بقيادة مدنية تتمتع بشرعية ومسؤولية واسعة النطاق، وهو أمر حيوى لاستقرار السودان على المدى الطويل والحفاظ على مؤسسات الدولة فيه.
وشدد على أن مستقبل السودان لا يمكن أن تمليه الجماعات المتطرفة العنيفة التى تنتمى أو ترتبط بشكل موثق بجماعة الإخوان المسلمين، التى أدى نفوذها المزعزع للاستقرار إلى تأجيج العنف وعدم الاستقرار فى جميع أنحاء المنطقة، واتفق الوزراء على متابعة تنفيذ هذه الجداول الزمنية عن كثب، وأكدوا استعدادهم لبذل مساعيهم الحميدة، والقيام بكل الجهود اللازمة لضمان التنفيذ الكامل من قبل الأطراف، بما فى ذلك عقد اجتماعات أخرى لبحث الخطوات المقبلة.
وشدد البيان على أن الدعم العسكرى الخارجى لأطراف النزاع فى السودان يؤدى إلى زيادة حدة النزاع وإطالة أمده والمساهمة فى عدم الاستقرار الإقليمى، وبناءً على ذلك، فإن إنهاء الدعم العسكرى الخارجى هو ضرورة لإنهاء النزاع، كما عبر الوزراء فى إطار مشاركتهم فى دعم التوصل إلى حل سلمى فى السودان عن الالتزام ببذل كل الجهود لدعم التوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع بمشاركة فعالة من جانب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والضغط على جميع أطراف النزاع لحماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، ولضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وتهيئة الظروف التى تضمن أمن منطقة البحر الأحمر على نطاق أوسع، والتصدى للتهديدات الأمنية العابرة للحدود من المنظمات الإرهابية والمتطرفة والظروف التى تسمح لها بالانتشار، وعدم منح المجال للأطراف الإقليمية والمحلية المزعزعة للاستقرار الساعية للاستفادة من استمرار النزاع فى السودان.
وأكد الوزراء التزامهم باستعادة السلام وإنهاء معاناة الشعب السودانى، واستعدادهم للتعاون مع الدول والمؤسسات الأفريقية والعربية، والأمم المتحدة، والشركاء الدوليين، لتحقيق هذه الغايات.
وناقش الوزراء الاحتياجات الإنسانية الملحة، ومتطلبات التعافى المبكر، وشددوا على ضرورة مواصلة حث المجتمع الدولى لمعالجة هذه المتطلبات والبناء على الاجتماعات الإنسانية الأخيرة، وشددوا على عزمهم على مواصلة المناقشات والمشاورات والاجتماعات على المستويين الوزارى وما دون الوزارى لتعزيز جهودهم المنسقة لدعم إنهاء النزاع فى السودان، بما فى ذلك دعم إقامة وتنفيذ انتقال شامل وشفاف. وتحقيقًا لهذه الغاية، أعرب الوزراء عن دعمهم للجهود التى تبذلها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من خلال عملية جدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار فى السودان، وكذلك للجهود التى تبذلها مصر فيما يتعلق بملتقى القوى المدنية والسياسية السودانية الذى عقد جولته الأولى فى القاهرة خلال يوليو 2024، واتفق الوزراء على مواصلة مشاوراتهم فى هذا الصدد خلال الاجتماع الرباعى الوزارى فى سبتمبر الجارى.