الخريف يتألق بألوان الفواكه والخضروات

مع بدايات الخريف، لا يقتصر التغيير على أوراق الأشجار التى تكتسى بالدفء، بل يمتد ليطال منصات الموضة التى تستوحى هذا العام جرأتها من سلال الفاكهة والخضروات الطازجة، فى لوحة لونية غنية تشبه السوق الأسبوعية، حيث تتجاور الألوان الناضجة والدرجات العميقة لتخلق موسمًا مختلفًا فى طابعه وحضوره. اللون الباذنجانى العميق يطلّ كخيار فاخر يذكّر بلمعان قشرة الباذنجان الداكنة، أكثر رقيًا من البرقوق وأكثر هدوءًا من الأرجوانى الكلاسيكى، وعلى الجلود أو التريكو يمنح إحساسًا بالترف، ويزداد سحره حين يتناغم مع الأسود أو الرمادى أو البنى.
أما الأحمر العصرى، فهو أقرب إلى حبة طماطم ناضجة أو تفاحة لامعة، يفيض بالحيوية مقارنة بالأحمر التقليدى، يسطع فى الإطلالات الأحادية أو فى قطع رئيسية مثل الكنزات الصوفية والبليزرات، فيمنح حضورًا قويًا يعكس ثقة وحداثة. وفى قلب هذه التوليفة يبرز الرمادى الأنيق، بلون يشبه طبقة رماد خفيف بعد نيران الموقد، يوازن بين الرسمية والراحة، ويواكب حضوره عودة الخياطة الراقية والأزياء العملية، ويكتسب بريقًا خاصًا حين يُنسّق مع العاجى والفحمى والإسبريسو. ويبدو اللون البرتقالى المحروق وكأنه مستخلص من قشرة البرتقال المجفف أو لمسة من ثمرة يقطين فى المساء، فهو هادئ لكنه نابض بالدفء، يتألق على الصوف والحرير والمعاطف، ويُقدَّم كبديل أنيق للأحمر والبنى.
ومن بين الدرجات الغنية يسطع البنى الداكن (الإسبريسو)، كلون حبوب البن المحمصة، بديل أنيق للأسود التقليدى، يفرض حضوره فى الجلود ومعاطف الفرو والفساتين، ويتناغم بانسيابية مع ألوان الجواهر أو التدرجات الكريمية الناعمة. وأخيرًا، يضىء الأصفر الذهبى الدافئ المشهد كحبة ذرة مشوية أو ليمونة ناضجة تحت شمس الخريف، وهو أعمق من الأصفر الربيعى وأكثر دفئًا، ويضفى إشراقة مميزة عند مزجه مع البنى والزيتونى والعنابى، فى استدعاء عصرى لأجواء السبعينيات.