الاحتلال يواصل اجتياح غزة وسقوط قتلى وجرحى بين جنوده

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى مدينة غزة منطقة قتال خطيرة، وذلك بعد أن شهد حى الزيتون، ليل أمس الأول، واحدة من أهم العمليات النوعية التى نفذتها كتائب القسام، والتى أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى فى صفوف قوات الاحتلال، فى حدث وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه من أصعب الأحداث منذ «طوفان الأقصى».
وكشفت مصادر ميدانية من مدينة غزة لوسائل إعلام عربية أن مقاتلين تمكنوا من الوصول لمناطق تمركز القوات الإسرائيلية داخل حى الزيتون، وانقسموا لمجموعات وهاجموا القوات الإسرائيلية من أكثر من موقع، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة وقذائف مضادة من طراز «ياسين 105»، وقذائف الهاون من مسافة بعيدة والقناصة لاستهداف قوات الإسناد.
وبحسب ما سربته منصات المستوطنين الإسرائيلية، أسفر الهجوم عن مقتل جندى إسرائيلى بنيران القناصة، وإصابة 11 جنديًا بجروح خطرة، وإصابات أخرى متوسطة وطفيفة، و7 إصابات من بينها 3 خطرة إثر انفجار عبوة ناسفة بناقلة جند مصفحة من طراز «النمر». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم فقدان الاتصال مؤقتًا مع 4 جنود، قبل أن يتم الإعلان عن العثور عليهم لاحقًا.
وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، إن خطط احتلال مدينة غزة «ستكون وبالًا» على القيادة الإسرائيلية، موجها اتهامات حادة ل«نتنياهو» ووزرائه قائلًا: «إنهم قرروا بإصرار تقليص عدد أسراهم الأحياء للنصف، ومعظم جثث أسراهم ستختفى للأبد، وكل أسير يُقتل بفعل العدوان الإسرائيلى سيُعلن اسمه وصورته مع إثبات لمقتله».
إلى ذلك، ثمن السيناتور الديمقراطى كريس فان هولن، عضو لجنتى العلاقات الخارجية والاعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكى، والسيناتور جيف ميركلى، عضو لجنة العلاقات الخارجية واللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بالمجلس، الدور المصرى فى دعم الاستقرار بالشرق الأوسط.
وقال عضوا مجلس الشيوخ الأمريكى، خلال زيارتهما إلى معبر رفح البرى بشمال سيناء، أمس، على رأس وفد أمريكى رفيع المستوى، إن مصر تقوم بجهود كبيرة لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الفلسطينيين فى غزة، بجانب وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
فى سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه يجب تمكين جميع الوفود المؤهلة من حضور اجتماعات الجمعية العامة المقررة الشهر المقبل فى مدينة نيويورك، وذلك تعليقًا على قرار واشنطن حجب التأشيرات عن الوفد الفلسطينى.
وأفاد «دوجاريك»، فى مؤتمر صحفى، بأن الأمم المتحدة علمت بالخطوة الأمريكية من خلال تقارير صحفية، وستتابع الأمر مع وزارة الخارجية الأمريكية، بما يتماشى مع اتفاقية مقر الأمم المتحدة المبرمة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة، ويجب تمكين جميع الدبلوماسيين والوفود المؤهلة لحضور اجتماعات الأمم المتحدة من السفر بحرية.
وأكد الخبير فى الشؤون الإسرائيلية وأستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية الدكتور على الأعور أن العملية التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى حى الزيتون بغزة، أمس الأول، تحمل رسائل سياسية وعسكرية مهمة قد تؤدى إلى تحول جذرى فى مسار الحرب الدائرة.
وحدد «الأعور» ثلاث رسائل رئيسية من العملية الأولى موجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مفادها أن المقاومة لا تزال لديها القدرة والقدرات العسكرية التى تمكنها من مواجهة الجيش الإسرائيلى، والثانية تؤكد صحة توصيات وتحذيرات رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، إيال زمير، الذى حذر نتنياهو من أن الجيش الإسرائيلى سوف يدفع ثمنا كبيرا إذا بدأ بخطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة، والثالثة للجمهور الإسرائيلى، حيث تعرضت إسرائيل إلى هزة قوية جدا، على اعتبار أن المقاومة بدأت فى عمليات هجومية، وبالتالى هناك إمكانيات لمحاولات أسر جنود إسرائيليين. وتابع أن العملية ستضع نتنياهو أمام قرار تاريخى بالذهاب إلى القاهرة والدوحة من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى، متوقعا صفقة جزئية تتضمن «60 يوما هدنة» فى قطاع غزة.