خالد الجندي: القرآن الكريم محفوظ بنسختيه دون تحريف أو تزوير كالكتب السابقة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القرآن الكريم محفوظ بنسختيه نسخة أرضية بين الناس، ونسخة سماوية عند الله، والنسختان متطابقتان بلا تحريف أو تزوير أو تعديل، وهذا ما لم يحدث مع الكتب السابقة التي تركها الله لأمانة البشر التي ضيعوها بإرادتهم.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، والمذاع عبر فضائئية dmc، أن الدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الواقعة: «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ»، موضحًا أن معنى «مكنون» أي محفوظ في غلاف أو جراب مستور عن الأعين، وأن هذا الكتاب المكنون لا يمسه إلا الملائكة المطهرون أثناء نزوله من السماء إلى الأرض.
وتابع، أن كلمة «المطهرون» تعني الملائكة الذين طهرهم الله عز وجل من غير حول منهم ولا قوة، بخلاف «المتطهرون» التي تشير إلى البشر الذين يتطهرون بأنفسهم من حالات الجنابة أو عدم الطهر، مؤكدًا أن النص القرآني بلفظه ومعناه يعكس دقة البيان الإلهي وعظمة الحفظ الرباني.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صنع بصناعة مخصوصة، وجد لعلة، وبكيفية، ولغاية مخصوصة، مؤكدًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام صناعة إلهية محضة، ومحفوفة بالعناية الربانية، ومحفوظة من الأهواء النفسية، ومحجوبة عن المعاصي الشيطانية، وهو نعمة من الله وعطية منه.
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قال لرسوله الكريم: «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»، مبينًا أن العلماء اختلفوا في تفسير هذه الآية، ففريق قال إن معناها أن الله يحفظ النبي فلا يستطيع أحد أن يؤذيه، وما تعرض له من أذى وضرب وسب إنما هو ابتلاء وامتحان من الله وليس من الناس، مشيرًا إلى أن هناك رأيًا آخر يذهب إلى أن العصمة تعني أن الله يدافع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ويحفظه من تطاول الناس، مؤكدًا أن كل صاحب رسالة حق لا بد أن يتعرض لمحاولات التشويه من أعدائه.