67 عامًا من العلاقات الدبلوماسية.. مصر والمكسيك تشيدان الجسور عبر الثقافة والصداقة

تحتفل المكسيك هذا العام بذكرى مرور 215 عاما على بداية استقلالها، فمنذ عام 1810 سعت المكسيك لإقامة دولة حرة ذات سيادة ديمقراطية، قائمة على العدل والاحترام والتضامن.
وعلى مدى القرنين الماضيين، قام المكسيكيون ببناء دولتهم التي تحظى بإعجاب دول العالم لهويتها النابضة بالحياة، ثرائها الثقافي والتزامها القوى بالسلام والتعددية.
وتقول السفيرة ليونورا رويدا، سفيرة المكسيك في القاهرة، إن مصر والمكسيك تحتفلان هذا العام 2025، بمرور 67 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية، مشيرة إلى أنها علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، وأوجه التشابه التاريخي والحوار المتواصل، والذي يعكس أوجه التقارب العميقة بين الحضارتين القديمتين.
ولفتت إلى أن الدبلوماسية تظل واحدة من أهم أدوات العلاقات الثنائية، موضحة: «فمثلا، في العام الماضي فقط حدث فيض من التبادل الثقافي ما بين عروض الأفلام، والفنون المرئية، إلى الأعمال الأدبية والموسيقية، إضافة إلى التعاون الثقافي، بدءا من تسليم الجمعية المكسيكية لعلم المصريات المقبرة طيبة تيبانا 39 واحتفالية يوم الموتى، والمعرض الفني بوابات الشمس، الذي يعكس مدى حيوية وتنوع الأجندة الثقافية».
وأضافت، في بيان، أن ذروة التعاون الثقافي بلغت بإتمام النسخة الثالثة لمسابقة ترجمة الأدب المكسيكي إلى العربية بنجاح، والتي قام بتنظيمها المركز القومى للترجمة. وتقوم المبادرة ليس فقط بتعزيز التبادل اللغوى، ولكنها أيضا تفتح نافذة للتعرف على روح المكسيكيين من خلال الإبداع، حيث وقع الاختيار هذا العام لترجمة أحد أعمال الأدب الكلاسيكي كانيك للكاتب إيميلو ابرو جوميز.
وتابعت: «نجد أنه من صميم العمل الثقافي الإيمان المشترك بقدرة الثقافة على القيادة التحويلية من أجل تعزيز الفهم وبناء جسور دائمة بين الشعوب، لذلك نواصل الاستثمار في التعاون الفني والتعليمي، بما في ذلك ترجمة الأعمال الأدبية وتشجيع دراسة اللغة الإسبانية في مصر».
وأكملت السفيرة: «تفتخر المكسيك بكونها المستثمر الأكبر من أمريكا اللاتينية في مصر، فهناك شركات مكسيكية مثل سيمكس مصر، التي من خلال دعمها نتمكن من إقامة العديد من أنشطة التعاون الثقافي والاجتماعي، والتي تؤكد على أن المسؤولية التجارية تسير جنبا إلى جنب مع المسؤولية المجتمعية».
وأشارت إلى أنه في نفس الوقت تستمر شركة «بوليميروس مكسيكانوس» في تعزيز أعمالها من أجل إنتاج مكونات البلاستيك في الإسكندرية. بينما تساهم شركة «أكواليا»، وهي شركة مكسيكية إسبانية في مجال إدارة المياه، إضافة إلى شركات مثل «روهربومبن»، شركة رائدة في صناعة المضخات وشركة كيدزانيا القاهرة، وقامت بتطوير مشاريع مشتركة ناجحة في كلا البلدين.
ولفتت إلى فرص الشركات المصرية للاستثمار في المكسيك، إذ طورت شركة «بيكو / كايرون» تحالفا ناجحا بين القطاعين العام والخاص مع شركة «بتروليروس مكسيكانوس» من أجل التنقيب في حقول البترول، وعلى التوازي تساهم شركة السويدي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتابعت: «في نفس الوقت تستمر المفاوضات من أجل تطوير العلاقات التجارية في مختلف القطاعات بحثا عن أفضل الأسعار الصالح المستهلكين في كلا الدولتين».
على المستوى السياسي، قالت السفيرة، إن آلية المشاورات السياسية توفر تبادل الآراء بشكل منتظم حول القضايا الدولية الهامة مثل التغير المناخي، الهجرة، نزع السلاح، وإرساء السلام، إذ تقف المكسيك ومصر سويا، في عالم دو تحديات غير مسبوقة، للدفاع عن القانون الدولي والتعددية.
وأضافت: «كسفيرة للمكسيك في مصر، يسعدني أن أعبر عن عميق امتناني لكل شركائنا المصريين من هيئات وفنانين ودارسين وشركات وأصدقاء، لثقتهم وتعاونهم».
وختمت: «كما أود أن أعرب عن اعتزازي بخدمة المجتمع المكسيكي في مصر، الذي يشارك بكل حماس وإحساس بالهوية من أجل تحويل الاحتفال بكل مناسبة قومية إلى لحظة للفخر، لنواصل السير معا، مصريين ومكسيكيين، مدعومين بقوة تراثنا ورؤيتنا نحو مستقبل أكثر عدلا وشمولية».