سعر عملة البيتكوين يكسر حاجز 120 ألف دولارًا لأول مرة وخبير اقتصادي يحذر: «محفوفة بالمخاطر»

تخطت عملة البيتكوين، اليوم الإثنين، حاجز 120 ألف دولار لأول مرة في تاريخها، مسجلة مستوى قياسيًا جديدًا بلغ أكثر من 122 ألف دولار، في ظل موجة تفاؤل تسود أوساط المستثمرين بسبب توقعات بتحولات تنظيمية مرتقبة في الولايات المتحدة، وهذا الأمر الذي أعاد الزخم إلى سوق العملات الرقمية وأثار اهتمامًا متجددًا من المؤسسات المالية.
سعر البيتكوين يتخطى 120 ألف دولار لأول مرة في تاريخه
وسجلت عملة البيتكوين 122,571 دولارًا خلال التداولات الصباحية يوم الإثنين الماضي، قبل أن تستقر لاحقًا عند مستوى 121,953 دولارًا، محققة ارتفاعًا بنسبة 2.4% مقارنة باليوم السابق، وذلك وفقًا لبيانات «شبكة CNN» وموقع «CoinDesk» المتخصص في العملات الرقمية.
ويعتبر هذا الصعود الأكبر في تاريخ «عملة البيتكوين»، التي بدأت عام 2025 بسعر يقل عن 95,000 دولار، لترتفع بنسبة تقارب 29% منذ مطلع العام وحتى الآن.
عملة البيتكوين
لماذا ارتفعت عملة البيتكوين؟
وجاء هذا الارتفاع التاريخي في قيمة «عملة البيتكوين» عقب إعلان مجلس النواب الأمريكي عزمه مناقشة مجموعة من مشروعات القوانين تهدف إلى تنظيم سوق الأصول الرقمية، ووضع إطار قانوني موحّد على المستوى الفيدرالي، وهو ما كانت تطالب به المؤسسات والشركات العاملة في هذا القطاع منذ سنوات.
ونقلًا عن مصدر في الكونجرس الأمريكي لشبكة «CNN»، فإن التشريعات المرتقبة قد تتضمن «تعريفًا رسميًا للعملات المشفرة، ونظامًا لترخيص الشركات الرقمية، بالإضافة إلى ضوابط تنظم معاملات البلوكشين».
عملة البيتكوين
قفزات جماعية للعملات الرقمية وسط توترات ترامب التجارية
ولم يقتصر الارتفاع على البيتكوين وحدها، بل شمل أيضًا عملات رقمية أخرى مثل الإيثيريوم والريبل واللايتكوين، والتي سجلت معظمها زيادات تراوحت بين 5% و15% خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
ويأتي هذا الصعود في ظل توترات تجارية جديدة أثارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عقب فرضه رسومًا جمركية مفاجئة على واردات تكنولوجية من الصين، وهو ما اعتبره بعض المحللين دافعًا لتحوّل المستثمرين نحو الأصول غير التقليدية مثل «العملات الرقمية»، باعتبارها ملاذًا آمنًا وسط الاضطرابات الاقتصادية.
عملة البيتكوين
خبير اقتصادي ل«المصري اليوم»: العملات المشفرة تعد من أخطر أدوات الاستثمار
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن العملات المشفرة هي أحد أشكال العملة لكنها رقمية أو افتراضية وتكون مشفرة لتأمين المعاملات والتحقق منها، وتستخدم نظام لا مركزي لتسجيل معاملاتها وحتى اليوم لا يوجد سلطة تنظيم مركزية للعملات المشفرة عالميا، لأنها تمثل نظام دفع رقمي لا يعتمد على البنوك للتحقق من تلك المعاملات .
وأضاف «غراب» في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم» أن أشهر العملات المشفرة هي «عملة البتكوين» التي صدرت منذ عام 2009، مشيرا إلى أن تلك العملات تعتمد على نظام تشفير يشارك في نقل وتخزين بيانات العملة بين المحافظ من أجل توفير الأمن والسلامة.
وتابع أن من يمتلك عملة مشفرة لا يمتلك عملة ملموسة بل يمتلك مفتاح يسمح له بنقل وحدة قياس أو سجل من شخص لأخر وفقا لتعريفها العلمي الصحيح لاعتمادها على مسائل رياضية معقدة، موضحا أن هناك أمثلة عليها منها البتكوين وعملة الإيثريوم والبيتكوين وعملة الريبل وهي عملات تسمى عملات بديلة .
ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن شراء العملات المشفرة يتم عن طريق خطوات محددة أولها اختيار المنصة أو البورصة المخصصة للعملات المشفرة التي يستخدمها الشخص المشتري أو العميل الجديد ثم يتواصل مع وسطاء عبر الإنترنت لاتمام عملية الشراء أو البيع للعملات المشفرة، وأنه بعد اختيار المنصة أو بورصة العملة المشفرة يتم تمويل حساب الشخص حتى يبدأ التداول وذلك بحيث يقوم المستخدم بشراء العملات المشفرة باستخدام العملة التقليدية الورقية كالدولار واليورو وغيرها عن طريق بطاقات الخصم أو الائتمان.
واستطرد «غراب» أن العملات المشفرة محفوفة بالمخاطر بسبب تقلباتها الحادة، بالإضافة إلى حاجتها لأنظمة أمان قوية تحميها من الاختراق أو السرقة عند تخزينها.
وأوضح أن هذه العملات تُستخدم في التجارة الإلكترونية وشراء العديد من السلع، بما في ذلك بعض أنواع السيارات، لكنها لا تُستخدم عادة في المعاملات الكبيرة.
وحذر من انتشار الخداع في عالم العملات المشفرة، مشيرًا إلى تزايد جرائم النصب والاحتيال عبر مواقع إلكترونية زائفة، ومنصات تداول مشبوهة، وحتى تطبيقات المواعدة، التي تستدرج الضحايا للاستثمار في تداول العملات المشفرة ثم تستولي على أموالهم.
وأشار إلى أن العملة المشفرة ليست محصنة ضد الاختراق فقد سجلت الاحصائيات الرسمية العديد من مخاطرها والخسائر الكبيرة التي لحقت ببعض الشركات الناشئة في العملات المشفرة حدث لها اختراقات، كما أن استثمارات العملات المشفرة تخضع لحماية تنظيمية أقل من الأموال التقليدية والمنتجات المالية التقليدية كالأسهم والسندات، فالاستثمار في العملات المشفرة أحد خيارات الاستثمار الأكثر خطورة كما يراها خبراء المال والأعمال.