مصادر: «نتنياهو» يبدى مرونة بشأن الانسحاب من محور موراج

تكثف مصر وقطر جهودهما لتحقيق تقدم ملموس فى مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، على الرغم من التعقيدات المتزايدة التى شابتها، لا سيما فى ظل تأرجح الموقف الإسرائيلى من نقاط الانسحاب الخلافية فى المفاوضات؛ فيما قال الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مساء أمس الأول، إنه يأمل فى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة خلال أسبوع.
وفيما تشير مصادر مطلعة إلى استعداد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لإبداء مرونة بشأن الانسحاب من محور موراج، وأن اتصالات تجرى حاليًا فى الدوحة، حيث يعمل الوسطاء بشكل مكثف حول خرائط انسحاب محدثة، انتقدت حركة حماس، الاحتلال بسبب إضافة شروط جديدة، أبرزها تغيير خرائط الانتشار العسكرى فى غزة.
وكشفت مصادر إسرائيلية عن أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يُبدى استعدادًا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتقديم مقترح مُحسن، فى مفاوضات التهدئة التى لا تزال جارية فى العاصمة القطرية، الدوحة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر مطلعة فى المجلس الوزارى الأمنى المصغر بإسرائيل، أمس، إنه فى حال تم التوصل إلى اتفاق، فلن تُقام مدينة إنسانية فى رفح جنوبى قطاع غزة، ولن تتم إقامة منطقة إنسانية هناك وفق ما أعلن سابقًا، مشيرين إلى أن نتنياهو بات مستعدًا للتنازل عن أمور لم يكن يقبل بها سابقًا، وعازم على التوصل إلى اتفاق.
وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلى على استعداد لإبداء مرونة بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلى من محور موراج الممتد من شرق القطاع إلى غربه، فاصلًا ما بين مدينتى رفح وخان يونس، رغم معارضته السابقة لذلك، مؤكدين أن هناك اتصالات تجرى حاليًا فى «الدوحة»، حيث يعمل الوسطاء بشكل مكثف حول خرائط انسحاب محدثة.
ولفتت المصادر إلى أنه فى حال عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار خلال اليوم أو اليومين القادمين، فإن المفاوضات قد تمتد لبضعة أيام إضافية؛ من أجل التوصل لاتفاق، فيما تتكثف الجهود الدولية والإقليمية لوقف التصعيد وتحقيق اختراق فى المفاوضات التى تتعلق بالتهدئة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل، أعرب المبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله حيال مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، وذلك خلال تصريحات صحفية فى نيوجيرسى، أمس الأول، أشار خلالها إلى عزمه لقاء مسؤولين قطريين رفيعى المستوى على هامش نهائى كأس العالم للأندية.
فى مقابل ذلك، اتهم رئيس وزراء الاحتلال، حركة حماس، بتعطيل الاتفاق، مؤكدًا أن تل أبيب قبلت مقترحات وقف إطلاق النار المقدمة من ويتكوف والوسطاء، بينما ترفض الحركة التوصل إلى حل.
وقال «نتنياهو»، فى بيان: إن «حماس» تريد البقاء فى غزة، وإعادة تسليح نفسها لمواصلة الهجمات، لن أقبل بذلك، وسأعمل على استعادة جميع أسرانا بأى وسيلة.
وأوضحت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن سموتريتش ووزير الأمن القومى الإسرائيلى، إيتمار بن جفير، هددا بالانسحاب من الحكومة إذا تم التوصل إلى أى اتفاق ينهى الحرب فى غزة أو استمرار حماس فى السلطة بالقطاع، وأن نتنياهو طرح فى اجتماعات مغلقة خطة إسرائيل لفصل المدنيين فى قطاع غزة وحصرهم فى شريط جنوبى القطاع؛ للسماح باستمرار الصراع بعد هدنة مؤقتة.
وفى الوقت نفسه، حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال شن عملية عسكرية واسعة فى قلب مدينة غزة إذا لم تشهد المفاوضات تقدمًا خلال الساعات المقبلة، خاصة فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى.
إلى ذلك، انتقد مسؤول فى حماس، إسرائيل، بسبب إضافة شروط جديدة، أبرزها تغيير خرائط الانتشار العسكرى فى غزة- وفقًا لتصريحات نقلتها شبكة سى إن إن.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، إيهود أولمرت، من أن مشروع المدينة الإنسانية الذى اقترحه وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، فى رفح جنوب قطاع غزة، سيكون بمثابة معسكر اعتقال للفلسطينيين، محذرًا من أن إجبار السكان على دخولها يشكل تطهيرًا عرقيًا.
وأكد «أولمرت»، فى تصريحات لصحيفة «جارديان»، البريطانية، أن إسرائيل ترتكب بالفعل جرائم حرب فى غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن بناء هذه المدينة سيمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب.
ووصف «أولمرت» المشروع بقوله: «إنه معسكر اعتقال»، مضيفًا: «إذا رحِل الفلسطينيون إلى المدينة الإنسانية الجديدة، يمكن القول إن هذا جزء من تطهير عرقى، فهذا هو التفسير الحتمى لأى محاولة لإنشاء مخيم لمئات الآلاف من الأشخاص.
وأشار إلى أنه بعد أشهر من الخطاب العنيف، بما فى ذلك دعوات الوزراء الإسرائيليين إلى تطهير غزة ومشاريع بناء مستوطنات إسرائيلية هناك، فإن مزاعم الحكومة بأن المدينة الإنسانية تهدف إلى حماية الفلسطينيين تفتقر إلى المصداقية.
ووصف محامون حقوقيون وباحثون فى مجال حقوق الإنسان الإسرائيليون الخطة بأنها نموذج لجرائم ضد الإنسانية، وحذر بعضهم من أنها فى حال تنفيذها قد ترقى، فى ظل ظروف معينة، إلى جريمة إبادة جماعية.
وعلى صعيد متصل، أججت الكلفة المتوقعة لهذه الخطة، والتى تتراوح من 10 إلى 20 مليار شيكل -ما يعادل 3 إلى 6 مليارات دولار- الغضب الشعبى الداخلى، فى ظل تزايد الكلفة الاقتصادية للحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
وأفادت «يديعوت أحرونوت» بأن نتنياهو انتقد تقديرات الجيش بشأن تكلفة بناء المدينة ومداها الزمنى، مطالبًا بخطة أسرع وأرخص.
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مغبة إقدام الجانب الإسرائيلى على تهجير أبناء شعبنا بالقوة تحت شعار ما سماه المدينة الإنسانية فى رفح، قائلة إنها لا تمت للإنسانية بصلة.
وأوضحت أن تمكين دولة فلسطين ومؤسساتها الشرعية من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على قطاع غزة، باعتباره جزءًا أصيلًا من أرض دولة فلسطين، هو المدخل الوحيد لحماية شعبنا وتحقيق العدالة له.
وعلى الرغم من استمرار المفاوضات، يواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، حيث استشهد 22 فلسطينيًا وأصيب آخرون منذ فجر أمس، فى غارات إسرائيلية متواصلة على مناطق مختلفة من القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة، فى قطاع غزة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت 360 شخصًا من الكوادر الطبية منذ بداية الحرب، فى إطار ما وصفته باستهداف منهجى للقطاع الصحى الفلسطينى، داعية الجهات الدولية المعنية إلى التدخل العاجل لتجريم ممارسات الاحتلال بحق الطواقم الطبية المعتقلة فى سجونه، والضغط من أجل الإفراج الفورى عنهم.
وتواصل قوات الاحتلال عمليات تفجير وهدم واسعة النطاق فى المناطق الشرقية من مدينة غزة، خاصة حيى الزيتون والشجاعية، كما استهدفت المدفعية الطوابق العلوية من برج الشواء وحصرى وسط المدينة دون تسجيل إصابات.