النزاهة والشفافية أصبحا شعارين أجوفين يرددهما البعض، ويتشدق بهما بعض المسؤولين دون تفعيلهما، وتحرص منظمة الشفافية العالمية على أن ترصد الفساد فى دول العالم ودرجاته! والشفافية هى الطريق الصحيح للقضاء على الفساد والمحسوبية، والبداية التى يجب اتباعها تتلخص فى وجوب المصارحة، فنقص الإمكانات داخل مؤسسات الدولة لا يعنى أن نجتهد فى إخفائها، إنما نركز فى تحقيق عدالة التوزيع بأسلوب قسمة الغرماء!! وهو ما يعنى ببساطة: أن نقسم المتبقى من الكعكة بالتساوى، حتى لو قل نصيب كل منا!! إننى أهيب بالسادة الوزراء أن يصارحونا بالحقائق كاملة غير منقوصة حتى نجتهد فى مد يد العون، فلو أننا أدركنا حجم الخطر الذى يتهددنا من نقص الكهرباء لبادرنا بوازع الضمير والإحساس المطلق بالمسؤولية إلى تخفيض استهلاك الكهرباء وهكذا المياه والبنزين والغاز الطبيعى، بل لساهمنا مساهمة فاعلة فى الإحلال والتجديد اللذين تقوم بهما الوزارات المختلفة مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالة «العالى» والبحث العلمى والصحة والبيئة. أما لو أصرت هذه الوزارات على التمويه وإخفاء الحقائق فإن ذلك يفتح الباب على مصراعيه للشائعات، وتعمية الرأى العام، ومن ثم يصبح الجميع ناقماً ومتبرماً وهو يظن أن الحكومة تهمل مصالحه وخدماته، ولو ساد مبدأ المصارحة لعرفنا حجم مشكلاتنا الفعلى، وكيف نتعامل معها والدور الذى يتعين علينا القيام به.. أود أن تكون البداية خلال شهر رمضان المبارك الحالى بمؤتمر يعقده كل وزير يعلن فيه السلبيات التى يراها معوقاً لوزارته ودور المواطن فى حلها، وحجم الفساد الذى تجب محاربته.. ثم يستغفر الله ويتوب إليه!!