القاهرة تطالب بتسريع استئناف وقف إطلاق النار في غزة

يواصل الاحتلال الإسرائيلى استهداف الفلسطينيين فى مناطق متفرقة من قطاع غزة، لا سيما لدى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية، والتى أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال يوظفها كوسيلة لاستهداف المدنيين العزّل الذين يحاولون الحصول على الغذاء، ما حدا بوزارة الخارجية المصرية إلى التشديد على ضرورة تسريع استئناف وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات، مطالبة المجتمع الدولى بتحمل مسؤوليته لوقف العدوان الإسرائيلى على الأراضى المحتلة.
واستشهد أكثر من 70 فلسطينيًا، وأصيب 174 آخرون، خلال ال24 ساعة الماضية، فى غارات استهدفت تجمعًا فى حى التفاح شرق غزة، وتجمعًا بالقرب من نقطة توزيع مساعدات فى خان يونس، وخيمة تؤوى نازحين فى المواصى.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية، فى بيان أمس، بأن الوزير بدرعبدالعاطى، استعرض، خلال اتصال مع نظيره الفرنسى، جان نويل بارو، الجهود الحثيثة التى تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة، لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار فى غزة وضمان استدامته.
وشدد «عبدالعاطى» على ضرورة تحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
إلى ذلك، أشاد البرلمان العربى بالدعم المصرى الكبير للشعب الفلسطينى واستقبال جرحى غزة، مؤكدًا أنه سيواصل جهوده لدعم القضية الفلسطينية، منددًا فى الوقت ذاته بالأوضاع الصحية المأساوية التى يعانيها الفلسطينيون.
ونددت الأمم المتحدة، أمس، بممارسات الاحتلال، وقالت المقرر المعنى بالحق بالصحة لدى الأمم المتحدة، تلالنج موفوانج، إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا بشكل يومى، مشيرة خلال مشاركتها فى الدورة ال59 لمجلس حقوق الإنسان الأممى، بجنيف، إلى وجود مساعدات غذائية من المفترض أن تنقذ حياة الفلسطينيين من الجوع والموت الوشيك، لكنها باتت تُستخدم من قبل الاحتلال وسيلة لاستهداف المدنيين العزّل الذين يحاولون الحصول على الغذاء لأنفسهم ولأسرهم. واعتبرت «موفوانج» أن ما يجرى هو عنف إمبريالى استعمارى موجّه ضد شعب أعزل غير قادر على الدفاع عن نفسه، مؤكدة أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولى يمتلكان الأدوات القانونية الكفيلة بمنع ما يحدث فى غزة. وفيما أكد متحدث الدفاع المدنى فى غزة، ل«القاهرة الإخبارية»، أن نظام توزيع المساعدات فى القطاع غير إنسانى، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، للمرّة الأولى، موافقتها على تمويل بقيمة 30 مليون دولار لنظام توزيع المساعدات الناشئ فى غزة، الذى يديره متعاقدون أمريكيون وتدعمه إسرائيل، بحسب «نيويورك تايمز».
يأتى هذا الإعلان رغم تحذير المنظمات الإنسانية من برنامج المساعدات الجديد الذى يأتى تحت مظلة «مؤسسة غزة» «المثيرة للجدل» لاسيما فى ظل وجود عدد قليل من مواقع التوزيع، معظمها جنوب القطاع؛ حيثما يتمركز جنود إسرائيليون فى وضع تقول منظمات الإغاثة عنه إنه يُشرّد السكان ويُعرّضهم للخطر ويُحوّل المساعدات الإنسانية إلى عسكرة.
وأكدت منظمات حقوق الإنسان أن نهج المؤسسة يتعارض مع الأساليب المُتبعة لتوزيع المساعدات الهادفة إلى حماية المحتاجين، موضحة أن «نموذجها العسكرى»، إلى جانب تعاونها الوثيق مع سلطات الاحتلال، يُقوّض المبادئ الأساسية المتمثلة فى الإنسانية والحياد والنزاهة.