يترقب العالم بقلق بالغ رد إيران على الضربات الأمريكية، التي قصفت منشآت نووية رئيسية داخل أراضيها، في تصعيد غير مسبوق للتوترات بين الولاياتالمتحدة، وإيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز» البريطانية. وجاء الهجوم الأمريكي بعد أيام من حرب تقودها إسرائيل، التي بدأتها بهجوم مفاجئ في 13 يونيو الجاري، بهدف القضاء على برنامج إيران النووي، وفي خطوة مدوية، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت مبكر من صباح اليوم، الأحد، عن العملية في خطاب متلفز وصف فيه الضربات بأنها «نجاح عسكري مذهل»، مضيفًا أن «على إيران أن تُحقق السلام الآن، وإلا فإن الهجمات المستقبلية ستكون أشد». قنابل خارقة للتحصينات تصيب فوردو استخدمت أمريكا، في ضربتها قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، قصفت خلالها منشأة فوردو النووية الواقعة تحت جبل في عمق الأراضي الإيرانية، حيث أظهرت صور أقمار صناعية حصلت عليها وكالة «رويترز» دمارًا واضحًا في الجبل والمداخل القريبة للموقع. ورغم الدمارالواسع، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي تسرب إشعاعي، بينما أكدت مصادر إيرانية بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب تم نقله إلى موقع آخر قبل الضربات. هل سترد إيران على الضربات الأمريكية؟ وردت إيران على الهجوم الإسرائيلي، بإطلاق وابل من الصواريخ تحت اس «عملية الوعد الصادق 3»، ما أسفر عن مقتل العشرات، وتدمير عدة مبانٍ في تل أبيب، في واحدة من أعنف الضربات الصاروخية التي تنجح في اختراق الدفاعات الإسرائيلية رغم ذلك، لم تنفذ إيران حتى الآن تهديداتها المباشرة ضد القواعد الأمريكية أو عبر تعطيل حركة النفط العالمية، مما يشير إلى محاولة محسوبة لتجنب حرب شاملة مع الولاياتالمتحدة، وفقًا ل«رويترز». في تصريح من إسطنبول، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إن بلاده «ستدرس جميع الردود الممكنة»، مؤكدًا أن «لا عودة إلى الدبلوماسية قبل الرد»،مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة لا تفهم سوى لغة القوة، بحسب «رويترز». البرلمان الإيراني يصوت على إغلاق مضيق هرمز وفي تطور خطير، صوّت البرلمان الإيراني على مشروع قرار لإغلاق مضيق هرمز، الشريان النفطي العالمي الذي يمر عبره نحو ربع صادرات النفط، حيث قالت قناة «برس تي في»، الإيرانية أن القرار بحاجة لموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، برئاسة مسؤول معين من قبل المرشد الإيراني، على خامنئي. وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن إغلاق المضيق، إن تم، قد يؤدي إلى قفزات حادة في أسعار النفط العالمية وصراع عسكري شبه مؤكد مع الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في الخليج. البيت الأبيض: لا نهدف لتغيير النظام ورغم ضخامة العملية العسكرية، شددت الإدارة الأمريكية على أن الهدف منها ليس الإطاحة بالنظام الإيراني، كما قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث إن «العملية كانت دقيقة ومحدودة لتحييد التهديد النووي الإيراني». من جانبه، أكد نائب الرئيس، جيه دي فانس، أن الولاياتالمتحدة لا تخوض حربًا مع إيران بل مع برنامجها النووي، مضيفًا أن «هذه المواجهة تأخرت طويلًا» واختتمت الوكالة البريطانية تقريرها، قائلة:«مع تزايد التصريحات النارية، واحتمال إغلاق مضيق هرمز، وتبادل القصف بين إيران وإسرائيل، يبقى العالم في حالة ترقّب لما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القادمة، فإما تهدئة محتملة تعيد الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أو تصعيد جديد يدفع المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تغير خريطة الشرق الأوسط».