حين عقد اليهود مؤتمرهم الصهيونى الأول فى (بازل) بسويسرا فى 1897 برئاسة هرتزل، رئيس الجمعية الصهيونية، واتفقوا على تأسيس وطن قومى لهم فى فلسطين، اتصل هرتزل بالسلطان العثمانى عبدالحميد ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكنه رفض، فقام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقاء السلطان الأجانب أو بعض أصحاب النفوذ فى الدولة لكنه أصر على الرفض، فلوحوا له بإغراءات مالية كإقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع هدية للسلطان قيمتها خمسة ملايين ليرة ذهبية، لكنه قال: «إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً فلن أقبل.. إن أرض فلسطين ملك الأمة الإسلامية وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع»، ثم طردهم من مجلسه، فأدركوا أن ما يريدونه لن يتحقق ما بقى السلطان على عرشه، واستعانوا بالقوى المختلفة من الخارج والداخل للإطاحة به، إلى أن نجحوا وخلعوه فى 1909، وظل تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته فى مثل هذا اليوم 10 فبراير 1918، أما عن سيرته فهو مولود فى 21 سبتمبر1842، وقد أظهر بعد توليه العرش فى 31 أغسطس 1876 نزوعا إصلاحياً وأعلن الدستور، وكان الغرب وصفه باسم السلطان الأحمر لاتهامه بمذابح الأرمن، واعتبره المسلمون آخر خليفة لهم لما تمتع به من همة فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية، وحين تولى وكانت السلطنة فى منتهى الاضطراب وكانت مطمعاً للغرب ومثقلة بالديون، عمل على تنظيم المحاكم والقضاء على الفساد وأنشأ المدارس والكليات وعامل الأقليات معاملة خاصة، وغض طرفه عن بعض إساءاتهم مثل محاولة الأرمن مع اليهود اغتياله، واهتم بتدريب الجيش وعمل على تقليل النفقات والاستثمار لتقليل الديون.