«أنا بموت... العضم باين»، هكذا صرخت منة الله أيمن، الطالبة بكلية طب الأسنان، أمام أحد المارة بعد دقائق من اندلاع نيران انفجار خط الغاز ب طريق الواحات في 30 أبريل الماضي.. لم تكن تتخيل أن رحلتها المعتادة برفقة جدتها إلى كورس جامعي في أكتوبر، ستكون آخر ما تشهده بعينيها المحترقتين. تفاصيل شهادة منة الله قبل وفاتها في حادث الواحات «منة»، صاحبة ال21 عامًا، كانت تجلس بجوار جدتها حين توقفت سيارتهما وسط طابور من المركبات المعطلة على طريق الخدمة، في لحظة، دوى انفجار هائل، اشتعلت النيران، واندلعت الصرخات، حاولت منة الفرار من العربة، بينما كانت جدتها تحترق أمام عينيها. ركضت وهي تخلع ملابسها المشتعلة، جسدها يذوب، والنظارة تسيل على وجهها، وسط اللهيب والرعب، طلبت النجدة، وناشدت من حولها أن يتصلوا بوالدها: «مش عايزة أموت عشان خاطر بابا وماما»، وبعد أسبوعين من شهادتها المؤلمة أمام النيابة العامة التي تنفرد «المصري اليوم» بنشرها، رحلت منة متأثرة بجراحها، وكانت جدتها لقيت مصرعها في الحال. س: ما تفصيلات حدوث إصابتك تحديدًا؟ ج: قالت: «اللي حصل إني كنت رايحة أكتوبر مع جدتي في عربية عشان أنا باخد كورس في أكتوبر، عشان أنا في جامعة أكتوبر بدرس أسنان، كل مرة بنروح بندخل من طريق الخدمة، ويوم الحادثة دخلنا برضو من البطيء، وكان في عربيات واقفة كتير، وكان كل العربيات مش بتدور، وكان في عربيتين قدامنا وعربيتين ورانا، وإحنا كمان عربيتنا بطّلت مرة واحدة ومابقتش بتدور.. وجدتي قاعدة بتحاول تدور العربية لكن ماكانتش بتستجيب». اقرأ أيضًا| «أنا كنت ماشية مولعة.. وكله كان بيصور».. شهادة «سما» قبل وفاتها في انفجار خط الغاز ب طريق الواحات (خاص) وأضافت قائلة: «ببص من الشمال لقيت واحد بيزعق وبيقول: «انزلوا من العربية بسرعة!»، في الوقت ده حصل انفجار بصوت كبير، وأنا ماكنتش لابسة الحزام، وده اللي ساعدني.. طلعت أجري، وجدتي مربوطة بالحزام ومش عارفة أعمل لها حاجة، وهي كانت بتولع، وجسمي أنا كمان كان بيولع، وأنا مش حاسة بحاجة.. قعدت أجري لحد سور مسدود ومش عارفة أهرب من النار، وكملت جري، عدّيت الناحية التانية اللي قصاد النار، وكان في زرع، فضلت أطفي جسمي فيه.. لقيت هدومي بتولع، روحت قلعتها، وشفت جسمي بيسيح، والنضارة بتسيح على وشي، فقلعتها بسرعة، ومقدرتش أقف، وقعت على وشي في الرمل.. قلت لواحد: «الحقني»، قال لي: «اهدي، أنا طلبت الإسعاف»، قلت له: «أنا بموت، العضم باين»، راح جاب سجادة خفيفة وغطاني، وقعد يقول: «استروها» عشان جسمي كان عريان». اقرأ أيضًا| مسؤول بجهاز أكتوبر يروي اللحظات الأخيرة قبل انفجار خط غاز طريق الواحات: «منعت اللودر.. رفض يوقف» (خاص) وتابعت «منة الله» ضحية حادث انفجار الواحات التي تنفرد «المصري اليوم» بنشر نص أقوالها قبل وفاتها: «قلت لهم: «كلّموا بابا»، عشان أنا مش حافظة أي رقم لأهلي في مصر، لكن حافظة رقم بابا القطري، فهو كلمني، وقلت له: «إني بموت»، وأنا عمالة أقول لهم: «مش عايزة أموت عشان خاطر بابا وماما»، وهما يقولوا: «اهدي»، وأنا حاسة بوجع شديد.. قعدوني على كرسي، وبعدها بنص ساعة قعدوني على كرسي قصاد بيت، وقلت لهم: «إني عطشانة»، قالوا لي: «مش هينفع تشربي».. والإسعاف اتأخر أوي، أخد له ييجي ساعة، بعد كده شالوني بالكرسي، ركبوني الإسعاف، وقلت لهم: «إني كان معايا جدتي»، فهم قالوا لي: «العربية شكلها إيه؟»، وحد راح يدور عليها، وقلت لهم: «إنها ماتريكس نوعها»، ولما ركبت الإسعاف قلت له: «أنا بموت»، وكنت بصرخ فيه، وده كل اللي حصل معايا، وأنا عايزة حقي».