خلال الأيام الماضية، أعلن قطاع صندوق التنمية الثقافية، التابع لوزارة الثقافة، بدء تنفيذ مشروع جديد لإعادة توطين متحف الفنان التشكيلى الراحل الدكتور نبيل درويش، بالتعاون مع صندوق التنمية الحضرية التابع لمجلس الوزراء، داخل «مبنى الزجاج»، أحد المكونات المعمارية التابعة لصندوق التنمية الحضرية بمنطقة «تلال الفسطاط»، وبموجب هذا الاتفاق تم تخصيص مساحة تُقدّر بنحو 500 متر مربع داخل مبنى الزجاج لعرض مقتنيات المتحف، التى تُوثّق تجربته الفنية فى مجال الفن التشكيلى. فور نشر البيان الرسمى الصادر عن صندوق التنمية الثقافية، عن بدء مشروع نقل المتحف من مكانه الحالى بمنطقة الحرانية فى الجيزة إلى منطقة تلال الفسطاط بالقاهرة، بدأت انتقادات لفكرة هدم المتحف من الأساس، وعبر عدد من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى من المهتمين بقضية المتحف والفنانين والمثقفين عن استيائهم، بسبب ما وصفوه ب «هدم التراث»، بينما ثمن البعض الخطوات التى اتخذها عدد من المؤسسات الحكومية فى محاولات الحفاظ على تراث الفنان الراحل، ونشرت الصفحة الرسمية لمتحف نبيل درويش للخزف «شكرا وتوضيحا» مختصرا، لخصت فيه ابنة الفنان الراحل، الدكتورة سارة درويش، الرحلة الطويلة التى خاضتها الأسرة على مدار أكثر من ثلاث سنوات، منذ صدور قرار إزالة متحف نبيل درويش لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة، حتى صدر هذا القرار الذى حاول إنقاذ تراث الفنان الراحل دون المبنى الأصلى للمتحف. المعمارى حمدى السطوحى، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والفنية، والمشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، التقى بعدد من الصحفيين، مساء أمس الأول، فى مكتبه بدار الأوبرا المصرية، لتوضيح المسارات والرحلة التى خاضتها الأسرة مع الجهات الرسمية للوصول إلى هذا الاتفاق، وكيف تشكل فريق عمل يشمل عددًا من الجهات وأدى للوصول إلى هذه النتيجة. خلال الاجتماع، وجه الصحفيون عددا من الانتقادات، أبرزها أن مساحة المتحف الجديدة 500 متر، لا تكفى للحفاظ على كل مقتنيات الفنان الراحل، وردا على ذلك قال المعمارى حمدى السطوحى ل«المصرى اليوم» إن مساحة الأرض التى تشمل المتحف والبيت والحديقة 1000 متر، ولكن مساحة متحف نبيل درويش الأصلى وفقا للرسوم الهندسية 158 مترا على طابقين، وبالتالى مساحة المتحف الأصلى هى 316 مترا، بينما المتحف الجديد مساحته 500 متر، وبالتالى مساحة المتحف الجديد أكبر من القديم. وأكد أن وزارة الثقافة لن تحصل على جميع المقتنيات الموجودة فى المتحف الحالى، وأشار إلى أن المقتنيات «قيمة جدا»، ولكن «مكدسة» فى المتحف الحالى، وتحتاج إلى مساحة أوسع للعرض بشكل يتناسب مع قيمتها، بجانب إعداد إضاءة دراماتيكية حتى نتمكن من رواية مسيرة الفنان الراحل الفنية، وبالتالى وفقا للاتفاق الذى وقعه صندوق التنمية الثقافية مع الأسرة سنحصل على عدد يبدأ من 1200 قطعة حتى 1500 قطعة على أقصى تقدير. وفقا لتصريحات حمدى السطوحى للصحفيين أوضح أنه وفقا للبروتوكول الموقع، يحق للأسرة إلغاء التعاقد فى أى وقت فى حالة أنه تم استخدام أعمال الفنان الراحل فى غرض غير الثقافى والعرض المتحفى، مع حقهم فى متابعة ومراقبة كل الأعمال الجارية بالمتحف وإبداء أى ملاحظات خاصة بالمتحف أو فى التعامل مع القطع، وأعطى البروتوكول للأسرة الحق فى المشاركة فى إعلاء قيمة المتحف من خلال الترويج له وجلب زيارات، وهناك حرص على متابعة الأسرة بكل الأعمال الجارية فى المتحف حتى بعد الافتتاح والإدارة. وأكد السطوحى أنه حصل على موافقة مجلس الوزراء على أن تستقبل مخازن متحف الحضارة، الواقع فى منطقة الفسطاط، القطع بشكل مؤقت فور إهدائها من قبل الأسرة لوزارة الثقافة، للحفاظ عليها فى مخازن متطورة، والقريب من منطقة تلال الفسطاط حتى الانتهاء من التصميمات والأعمال الهندسية والافتتاح. ثمن «السطوحى» النقاشات التى دارت بين جميع الأطراف، وأكد أن صندوق التنمية الثقافية سوف يتولى تجهيز المكان وصيانته وكافة الأعباء الخاصة به، وطلب «السطوحى» أن يتم تخصيصه بأجر رمزى، وبالفعل وافق مجلس الوزراء ممثلًا فى صندوق التنمية الحضرية بترخيص مبنى الزجاج لصندوق التنمية الثقافية لإعادة توطين متحف نبيل درويش بنظام حق الانتفاع بمقابل سنوى رمزى، ونص التعاقد المبرم على تخصيص المبنى لصندوق التنمية الثقافية لمدة 50 سنة، تجدد تلقائيا لمدد أخرى بذات الشروط ما لم يتفق الطرفان على عدم التجديد، نظرا لما سيحققه المتحف من عائد فنى وثقافى واقتصادى بكونه نقطة جذب داخل منطقة تلال الفسطاط واقتناع كل الأطراف بذلك. ونص الاتفاق على أن كافة تكاليف تجهيز المتحف تتحملها وزارة النقل بالكامل، بجانب تعويض مادى عادل للأسرة عن المبنى المتحف والأرض والبيت بناءً على طلب الأسرة. وشدد على أنه لا يعلم الموعد المحدد لهدم مبنى متحف نبيل درويش الحالى، ولكنه أكد أن هناك «استعجالا» على إنهاء كافة التعاقدات والاتفاقات لاستكمال مشروع توسعة الطريق وقال: «لا شك أنه من المحزن فقدان المتحف القديم، فروح الفنان الراحل فى مبنى متحفه، ولكن كان حلم نبيل درويش أن يكون له متحف فى منطقة الفسطاط، وبالتالى لعل هدم المتحف الذى أحزننا جميعا ساهم فى تحقيق حلمه القديم، بإنشاء متحف له فى الفسطاط يليق به ويكون أفضل».