مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تزداد تساؤلات المواطنين حول كيفية التعامل السليم مع لحوم الأضحية بعد الذبح، تجنبًا لفقدان قيمتها الغذائية أو التعرض لمشاكل صحية٬ وفي هذا السياق، كشف الدكتور مجدي نزيه، استشاري تثقيف تغذية، أن أولى الخطوات تبدأ بعد الذبح مباشرة، إذ يجب عدم التأخر في تنظيف الذبيحة، بحد أقصى ساعة واحدة، خاصة في الأجواء الحارة٬ قائلًا يجب أن «تتغسل الذبيحة كاملة». ونفى «نزيه» خلال برنامج الستات ميعرفوش يكدبوا على قناة «CBC»٬ الشائعة المتداولة حول عدم غسل اللحوم، موضحًا أن الذبيحة بالكامل يجب غسلها جيدًا، ثم تجفيفها تمامًا قبل تقطيعها، للحفاظ على جودتها ومنع نمو البكتيريا. وأكد «نزيه» على ضرورة تقطيع اللحوم إلى أجزاء مناسبة للطهي، وتغليفها في أكياس بلاستيكية مسطحة لتسهيل التجميد. وأوضح أن درجة حرارة الفريزر المنزلي (−18 درجة مئوية) تحفظ اللحوم لمدة تصل إلى 3 أشهر فقط، بينما الحفظ لأكثر من ذلك يتطلب درجات حرارة صناعية خاصة تصل إلى −40 درجة. وأشار «نزيه» إلى أنه بالنسبة للأحشاء مثل الكبد، الكرشة، والممبار، يجب غسلها وتنظيفها جيدًا قبل التجميد٬ وذكر أن الممبار والكرشة يجب تناولهما بحذر، نظرًا لطبيعتها الليفية وتأثيرها السلبي على القولون، مع التأكيد على أن تناولها بكمية صغيرة يعد مقبولًا. وأوضح أن هناك فوائد غذائية لأجزاء أخرى من الذبيحة مثل اللسان والقلب والطحال، واصفًا الطحال بأنه «أعلى مصدر طبيعي للحديد»، فيما تُعد الكبده «كنز غذائي» لا يُستهان به، لكن يجب طهيها جيدًا وعدم تناولها نيئة أبدًا، تجنبًا للإصابة بالسالمونيلا. واختتم الدكتور نزيه بالتأكيد على أهمية اتباع قواعد النظافة وسلامة الطعام، حتى في المأكولات التقليدية، حفاظًا على الصحة العامة والوقاية من الأمراض، مشيرًا إلى أن الأضحية ليست فقط شعيرة دينية، بل مسؤولية غذائية وصحية يجب إدارتها بحكمة.