أحالت النيابة العامة قضية قتل مروّعة شهدتها مقابر «الشيخ رفعت» بقرية «بياض العرب» في مركز بني سويف إلى محكمة الجنايات، وذلك في القضية رقم 139950 لسنة 2025 جنايات مركز بني سويف، والمتهم فيها رجل وسيدة بقتل والدة الأخيرة خنقًا، وإخفاء جثمانها داخل مقبرة مهجورة، في واقعة كشفت عنها تحريات المباحث واعترافات تفصيلية للمتهمين. بداية الخيط: هيكل عظمي وبلاغ تغيب منذ عامين بداية خيوط الجريمة تعود إلى العثور على هيكل عظمي لسيدة ترتدي عباءة سوداء مخضبة بلون بني داخل إحدى المقابر المهجورة في قرية بياض العرب، وتعرف نجلها «فتحي ع. ف.» على بقايا الجثمان، مؤكداً أنها تعود لوالدته« أسماء إ. أ.»، ربة منزل، التي كان قد أبلغ عن تغيبها في المحضر رقم 5050 لسنة 2023 إداري مركز بني سويف. التحريات تشير إلى علاقة مشبوهة وجريمة مدبّرة تحريات فريق البحث الجنائي بقيادة اللواء محمد الخولي، مدير إدارة البحث الجنائي، وضعت «محمود ر. م.»، و«أمينة ع. ف.»، ابنة المجني عليها، في دائرة الاشتباه. وبعد تقنين الإجراءات، تمكنت قوات الأمن من ضبط المتهمين. واعترف المتهم الأول، «محمود ر. م.»، في تحقيقات النيابة العامة، بأنه كان على علاقة عاطفية مع المجني عليها، تطورت إلى علاقة غير شرعية، قبل أن ينصرف عنها ويقيم علاقة مماثلة مع ابنتها «أمينة ع. ف.»، ووفقًا لأقواله، حيث شاهدته المجني عليها ذات مرة في موقف حميمي مع ابنتها، وهددته بفضح أمر العلاقة وادعت أنها حامل منه، وطالبته بالزواج منها. اعتراف صادم: «قررت أخلّص منها عشان أرتاح » وقال «محمود ر. م.» في اعترافاته أمام النيابة العامة: «قررت أخلّص منها عشان أرتاح من التهديد». وبحسب اعترافه، استدرج المجني عليها إلى المقابر بحجة رد مبلغ مالي كان قد اقترضه منها، وهناك باغتها بخنقها مستخدمًا الطرحة التي كانت ترتديها حتى تأكد من مفارقتها الحياة، ثم وضع جثمانها داخل مقبرة مهجورة وأغلق الباب عليها، واستولى على هاتفها المحمول ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، إذ أبلغ المتهمة الثانية «أمينة»بالجريمة، وسلمها الهاتف لإخفائه، وبعد يوم واحد، عاد إلى المقابر وحطم الهاتف خشية العثور عليه من قبل جهات التحقيق. تواطؤ صادم من الابنة:« كنت عارفة بالجريمة» من جانبها، أقرت المتهمة الثانية بصحة ما جاء في أقوال شريكها، فى تحقيقات النيابة العامة وذكرت أنها علمت بعلاقته السابقة بوالدتها، وأنها كانت على دراية بجريمته منذ البداية ولم تُبلّغ عنها، بل تواطأت معه بإخفاء الهاتف وتضليل الجهات الأمنية. ودعمت النيابة العامة ملف الإحالة بشهادات قوية، في مقدمتها شقيقا المجني عليها اللذان أكدا تغيّب شقيقتهما منذ عامين، وتعرفا على بقايا الجثمان كما قدّم العميد أشرف الخولي، رئيس مباحث مركز بني سويف الأسبق، شهادة مهمة أكد فيها أن تحرياته السرية أثبتت وجود علاقة غير شرعية سابقة بين المتهمين، وأن الجريمة تمت عن سبق إصرار وترصّد بعدما اكتشفت الأم علاقة ابنتها بعشيقها السابق. شهادات وأدلة داعمة: الجريمة مُحكمة وأكد تقرير الطب الشرعي أن زمن الوفاة يتوافق مع تاريخ تغيب المجني عليها، كما أشار إلى عدم وجود ما يمنع فنيًا حدوث الوفاة بالطريقة التي رواها المتهم خلال التحقيقات، وهو ما عزز من صحة اعترافاته التفصيلية و أسندت النيابة العامة إلى المتهمين تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصّد، وإخفاء جثمان المجني عليها، والتعدي على حرمة الموتى، وحيازة أدوات تستخدم في الاعتداء دون مبرر قانوني، كما قررت إحالة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبتهما طبقًا لنصوص قانون العقوبات، وقانون الأسلحة، وقانون مكافحة الاتجار بالبشر.