كوكبنا يتنفس لكن رئتيه ليستا من لحم ودم بل من خضرة تمتد على اليابسة وزرقة تتغلغل في أعماق البحار وفي قلب الطبيعة تنبض الغابات والمحيطات معًا لتمنح الأرض أنفاسها وتحافظ على التوازن الدقيق بين الهواء والماء بين الحياة والاختناق. وقالت الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابهاعلى فيسبوك، إن الأشجار تتصبب في الغابات كأعمدة للحياة، وتعمل الطبيعة كفنان صامت من خلال التمثيل الضوئي حيث تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين فتعمل كفلتر حي ينقي الهواء ويلطّف المناخ، لذلك الغابات ليست مجرد مساحات خضراء بل مجتمعات لملايين الكائنات ومصدر للمياه العذبة وتربة خصبة وتنوع بيولوجي لا يقدر بثمن. الرئة الخضراء ومع ذلك تتآكل هذه الرئة الخضراء بفعل الحرائق وقطع الأشجار والزحف العمراني فيضعف معها الجهاز التنفسي للكوكب بأسره. الرئة الزرقاء أما الرئة الزرقاء فوجودها أكثر خفاء ولكن أثرها لا يقل عمقًا. المحيطات عبر العوالق النباتية والطحالب المجهرية تنتج الجزء الأكبر من الأكسجين الذي نستنشق. وأشارت إلى أن هذه الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة تطفو قبالة سطح الماء وتلتقط ضوء الشمس لتبدأ عملية معقدة تزود الأرض بما يعادل أكثر من نصف هوائها النقي ورغم ذلك فإن هذه المنظومة الهشة مهددة بالتلوّث، وارتفاع حرارة المياه، وتحموض المحيطات كلها عوامل تربك توازنها وتضعف قدرتها على دعم الحياة. وأوضحت أن الطبيعة هي أنفاسنا ليس مجازًا بليغًا فحسب بل حقيقة علمية صارخة، فنحن نعيش بفضل الأوراق التي تلتقط الضوء وبفضل الموجات التي تحضن كائنات لا نراها، والهواء الذي يملأ رئتينا لا يأتي من العدم بل من عمل دقيق تقوم به رئتَا الأرض في صمت. وتابعت«في زمن تتسارع فيه الأزمات البيئية وتزداد سخونة الكوكب لم يعد في الإمكان تأجيل الفعل، حيث أن حماية الطبيعة ليست ترفًا أخضر بل فعل بقاء، لذا علينا أن نزرع بدلًا من أن نقطع وأن نطهر بدلًا من أن نلوث وأن نرعى الغابات ونحمي المحيطات لأن ما نُنقذه في النهاية ليس فقط الأرض… بل نحن».