شهدت مناطق مثل القاهرة الجديدة، ومدينة نصر، والزمالك، وفيصل، والهرم، بالإضافة إلى محافظاتالإسكندرية، وسوهاج، وقنا، وأسوان، انقطاعات في التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية تراوحت بين دقائق وساعات، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى استعداد الحكومة لمواجهة موجات الحر القادمة خلال فصل الصيف. وأعرب مواطنون في القاهرة الكبرى وبعض المحافظات عن قلقهم من عودة انقطاعات التيار الكهربائي مجددًا، بعد أن تكررت خلال الأيام الماضية مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، وذلك رغم التصريحات السابقة التي أكدت أن الحكومة لن تعود إلى سيناريو «تخفيف الأحمال. وفي تصريح خاص، أكد مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء أن الانقطاعات الأخيرة لم تكن ضمن خطة «تخفيف الأحمال» المعلنة سابقًا، وإنما جاءت نتيجة لما أسماه «النقاط الساخنة» في شبكات توزيع الكهرباء، وهي نقاط ضعف تظهر بوضوح مع الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة. وأوضح المصدر أن درجات الحرارة المرتفعة خلال الأيام الماضية دفعت المواطنين لتشغيل أجهزة التكييف والمراوح وأجهزة التبريد بكثافة، ما أدى إلى زيادة الاستهلاك الكهربائي وتخطيه حاجز 33 ألف ميجاوات، وهو رقم يعد من أعلى المعدلات في تاريخ استهلاك الكهرباء في مصر. وأشار إلى أن شبكات التوزيع، على الرغم من الصيانة الدورية وخطط الإحلال والتجديد، تتأثر بعوامل متعددة منها سرقة التيار، والبناء العشوائي الذي يزيد الأحمال بشكل غير مخطط، فضلًا عن تأثر محولات الكهرباء بفعل درجات الحرارة العالية، مما يتسبب في حدوث أعطال مفاجئة. وزارة الكهرباء تتحرك في اجتماعات طارئة وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عقد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة اجتماعات مكثفة مع رؤساء شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية، وشدد الوزير خلال الاجتماعات على ضرورة مراجعة إجراءات تأمين التغذية الكهربائية، والعمل على الحفاظ على استقرار واستدامة التيار الكهربائي في جميع أنحاء الجمهورية خلال فصل الصيف. وأكد الدكتور عصمت أن الوزارة تعمل وفق خطة متكاملة تشمل تسريع برنامج العمرات والصيانات للوحدات والمحطات على الشبكة، بحيث تكون جميعها جاهزة في أي وقت، تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق أكبر عائد على وحدة الوقود المستخدمة، وقال انه يتم التنسيق مع الجهات الأمنية والتشريعية لمكافحة سرقة التيار وتركيب العدادات الكودية، مع رفع كفاءة التشغيل الاقتصادي من خلال تغيير نمط تشغيل محطات التوليد، والاستفادة من برامج التكنولوجيا الحديثة. وقال في بيان له إنه تم تشكيل فرق صيانة متخصصة للتدخل السريع في حالات الأعطال المفاجئة، مع المناورة بدخول وخروج الوحدات وفقًا لاحتياجات الشبكة خلال فترات الذروة، واشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على رفع الجاهزية بشكل دائم، مع استمرار جهود تحسين مؤشرات الأداء بالشركات، والالتزام بمعايير السلامة، وجودة وكفاءة استخدام الوقود، وتنفيذ خطط تقليل الأعطال، وتعزيز العمل بالمركز القومي للتحكم ومركز الأزمات التابع للوزارة. تعاون وثيق بين الكهرباء والبترول تأمين الوقود وفي الوقت نفسه عقد اجتماع مشترك ضم الدكتور محمود عصمت، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، وعدد من قيادات الوزارتين، وناقش الاجتماع خطة توفير الوقود اللازم لمحطات التوليد، وتوفير كميات كافية من الغاز الطبيعي والمازوت لتشغيل المحطات بكامل طاقتها خلال أشهر الصيف. وأوضح المهندس كريم بدوي أن قطاع البترول قام بعدة إجراءات استباقية، أبرزها، تجهيز ميناء العين السخنة لاستقبال شحنات الغاز المستورد، مع مد خطوط الأنابيب اللازمة لضخ الغاز في الشبكة القومية. توفير المازوت طبقًا لاحتياجات المحطات المحددة من قبل وزارة الكهرباء، والتنسيق المستمر مع فرق العمل في الكهرباء لضمان الجاهزية. كما أشار إلى أن هناك لجان متابعة مشتركة ترصد على مدار الساعة معدلات الاستهلاك، وتقوم بتحديث سيناريوهات التعامل مع أي طارئ قد يؤثر على استمرارية الشبكة الموحدة. رئيس الوزراء يؤكد لا عودة لتخفيف الأحمال وفي وقت سابق، كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد أعلن بشكل رسمي خلال مؤتمر صحفي عقد في سبتمبر الماضي، أن الدولة لن تعود لتطبيق خطة تخفيف الأحمال، مؤكدًا أن الحكومة ضمنت تأمين كميات الوقود اللازمة لتشغيل المحطات دون أي انقطاع، وقال رئيس الوزراء لن تقطع الكهرباء مرة أخرى ولا عودة لتخفيف الأحمال.. وأمنا احتياجاتنا من الوقود خلال الفترة المقبلة.