أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن انطلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المدينةالمنورة لأداء حجة الوداع تمثل مشهدًا عظيمًا في السيرة النبوية، وتجسد الجمال الحقيقي في رحلة الحج. وأوضح العالم الأزهري، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج «من القلب للقلب»، المذاع على فضائية «mbcmasr2»، اليوم الاثنين: «النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع، وكانت بدايتها من المدينة، حيث أحرم منها وبدأ مناسك الحج، معلمًا الأمة قولَه: خذوا عني مناسككم». وأشار إلى أن المدينةالمنورة لم تكن مجرد نقطة انطلاق جغرافية، بل كانت بداية روحية ومعنوية لحج النبي، داعيًا الحجاج إلى التأسي بهذا المسار النبوي واعتباره من معاني الاقتداء المحبة، لا من أركان الفريضة. كما ثمّن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، في خدمة ضيوف الرحمن، مشيدًا بالتطور المستمر في البنية التحتية وخدمات النقل، خصوصًا «قطار الحرمين» الذي سهّل الوصول بين المدينتين المقدستين. وأضاف: «كل عام نرى تحسينات ملموسة، والتنظيم يزداد روعة وجمالًا، وكل قلوبنا تمتلئ بالدعاء والتقدير لكل من يشارك في خدمة الحجيج، من رجال الأمن والإدارة والمرافقين». وتابع: «نسأل الله أن ييسر للحجاج حجهم، وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين، محمّلين بالبركة والسكينة، وأن تبقى المدينةالمنورة دائمًا منبعًا للجمال النبوي الذي يُلهمنا الاتباع والحنين».