تخيّل أنك تدخل مطعمًا أو تستخدم تطبيق خدمة عملاء، وفجأة يظهر أمامك وجه روبوت افتراضي جميل، بابتسامة ساحرة وعيون كبيرة لا تستطيع أن تغمضها. هل ستشعر بالراحة؟ هل ستثق به؟ أكثر من ذلك... هل سيجعلك هذا الوجه الجذاب تقبل شيئًا لم تكن تريده أو تحتاجه أصلاً؟ هذا ليس مشهداً من فيلم خيال علمي، بل واقع جديد يكشف عنه بحث حديث في جامعة بنسلفانيا، حيث تتسلل الروبوتات الذكية إلى حياتنا اليومية، مزودة بملامح جذابة وصوت مؤثر، لتحاكي التفاعل الإنساني، وتتحكم في قراراتنا بذكاء لا يصدق. الروبوتات... ليست مجرد آلات باردة في تجربة نفذها باحثون بجامعة بنسلفانيا الأميركية، تم تصميم روبوتات خدمة عملاء بملامح لطيفة وجذابة؛ عيون كبيرة، خدود بارزة، تعابير ودودة. هذه الملامح، كما اكتشف الفريق، تؤثر بشكل واضح على قبول المستخدمين لتوصيات الروبوت، سواء كانوا رجالًا أو نساءً. قصة وراء المظهر: كيف تؤثر الملامح على قرارك؟ الملامح اللطيفة تخلق إحساسًا بالدفء والراحة، وكأنك تتحدث مع صديق أو شخص يهتم لأمرك، ما يزيد من ثقة المستخدم ويجعله أكثر انفتاحًا على الاقتراحات المقدمة. لكن المفاجأة كانت في التفاصيل: * النساء اللاتي يشعرن بقلة القوة والتأثير في حياتهن كنّ أكثر قبولًا لتوصيات روبوتات ذات ملامح ذكورية. * الرجال ذوو الشعور المماثل بقلة القوة أظهروا تأثيرًا أقل تجاه اختلاف ملامح الروبوت. آنا ماتيلا، أستاذة الإدارة في الجامعة، تؤكد أن هذا الاختلاف مرتبط بشعور المستهلك بقدرته على التأثير في محيطه، وهو ما يلعب دورًا في كيفية تلقيهم للتوصيات. وجه آخر للذكاء الاصطناعي: ذكورية الروبوتات كخيار إقناعي بينما أظهرت دراسات سابقة أن الروبوتات الأنثوية «اللطيفة» تثير تعلقًا عاطفيًا وثقة أكبر، يشير البحث الجديد إلى أن الروبوتات ذات الأصوات الخشنة والملامح الذكورية قد تكون أكثر نجاحًا في مهمات الإقناع، مثل الترويج لمنتجات جديدة أو التوصية بقوائم طعام في المطاعم. في عالم التسويق: جمال الروبوتات أداة ذكية تشبه هذه الاستراتيجية إلى حد كبير أساليب التسويق في الإعلانات التلفزيونية أو الأفلام، حيث تُستخدم فتاة جميلة أو شخصية جذابة لإقناع المستهلك بشراء منتج ربما لا يحتاج إليه أو لا يرغب فيه. الذكاء الاصطناعي اليوم لا يكتفي بالأداء، بل يحترف أيضًا إقناع المستخدمين بصريًا ونفسيًا، مستغلًا قوة المظهر وتأثيره على العقل الباطن.