ارتبطت أسماء العديد من النجوم باسم الزعيم عادل إمام، وشكل التعاون معه نقطة فارقة فى المسيرة الفنية لكثيرين، إذ ترك بصمة واضحة فى الحياة الفنية كل من وقف بجواره أمام الكاميرا، وكان عادل إمام سببًا فى بروز ولمعان عدد من الفنانين، بعضهم كانت مشاركته الأولى معه بمثابة انطلاقة حقيقية فى عالم الفن، بجانب ذلك شكّل الزعيم على مدار مشواره ثنائيات فنية مميزة امتدت لسنوات وأمتعت الجمهور، وخلّدت فى ذاكرتهم لحظات لا تُنسى، ولعل من أبرزها ثنائية تصل حد الشراكة، مع الراحل سعيد صالح، والتى لم تقتصر على «كيمياء» فنية استثنائية، بل أيضًا كونهما صديقين مقربين على المستوى الشخصى، وكذلك ثنائية الزعيم والراحل أحمد راتب الذى شاركه فى عدد كبير من الأعمال الناجحة، وقد عبّر عادل إمام عن إعجابه الكبير بأدائه، قائلًا عن أحد مشاهده فى «الإرهاب والكباب»: «يستحق الأوسكار». محطات بين «عادل» و«سعيد» مدرسة المشاغبين (1971) كانت بداية التعاون بينهما من خلال المسرحية الشهيرة «مدرسة المشاغبين»، التى أخرجها جلال الشرقاوى وكتبها على سالم، وشارك فى بطولتها أيضًا كل من أحمد زكى، يونس شلبى، هادى الجيار، سهير البابلى، حسن مصطفى، وعبدالله فرغلى. أحلام الفتى الطائر (1978) ظهر سعيد صالح كضيف شرف فى الحلقات الأخيرة من «مسلسل أحلام الفتى الطائر» إلى جانب عادل إمام، حيث جسد شخصية «حمامة»، وكان هذا الظهور الثانى لهما معًا، المسلسل من تأليف وحيد حامد، وإخراج محمد فاضل، وضم عددًا من النجوم مثل هدى رمزى، أمينة رزق، صلاح منصور، وتوفيق الدقن. رجب فوق صفيح ساخن (1978) فى العام ذاته، اجتمعا فى فيلم «رجب فوق صفيح ساخن»، من تأليف ماهر إبراهيم، إخراج أحمد فؤاد، وبمشاركة ناهد شريف، ناهد جبر، وحيد سيف، على الشريف، وزوزو شكيب. المشبوه (1981) شارك سعيد صالح فى فيلم «المشبوه» إلى جانب عادل إمام، سعاد حسنى، فاروق الفيشاوى، والطفل كريم عبدالعزيز، الفيلم من تأليف إبراهيم الموجى، وأخرجه سمير سيف. على باب الوزير (1982) تكرر التعاون بينهما فى فيلم على «باب الوزير»، من تأليف سمير عبدالعظيم، إخراج محمد عبدالعزيز، وشاركهما فى البطولة أحمد راتب، صفية العمرى، يسرا، وصلاح نظمى. الهلفوت (1984) فى عام 1984، شارك سعيد صالح فى فيلم «الهلفوت»، الذى كتبه وحيد حامد وأخرجه سمير سيف، وشارك فى بطولته صلاح قابيل وإلهام شاهين، وكان أول ظهور سينمائى لإلهام شاهين. أنا اللى قتلت الحنش (1985) تعاونا مرة أخرى فى العام التالى بفيلم «أنا اللى قتلت الحنش»، من تأليف عبدالحى أديب، وإخراج أحمد السبعاوى، وشارك فى البطولة معالى زايد، يوسف شعبان، صفية العمرى، وأحمد راتب. سلام يا صاحبى (1987) من أبرز وأشهر الأعمال التى جمعت الثنائى كان فيلم «سلام يا صاحبى»، حيث جسد عادل إمام شخصية «مرزوق» وسعيد صالح شخصية «بركات». وشاركهما البطولة سوسن بدر، مصطفى متولى، ومحمد الدفراوى، كتب السيناريو صلاح فؤاد وأخرجه نادر جلال. بخيت وعديلة- الجردل والكنكة (1996) بعد انقطاع سنوات، عاد سعيد صالح للظهور مع عادل إمام فى الجزء الثانى من فيلم «بخيت وعديلة» بعنوان «الجردل والكنكة»، من تأليف لينين الرملى، وإخراج نادر جلال، وبطولة شيرين. أمير الظلام (2002) شارك سعيد صالح كضيف شرف فى فيلم «أمير الظلام»، الذى أخرجه رامى إمام وكتب السيناريو تامر عبدالمنعم، وشارك فى بطولته شيرين سيف النصر، خالد سرحان، ودنيا عبدالعزيز. زهايمر (2010) كان آخر ظهور مشترك بين النجمين فى فيلم «زهايمر»، حيث أدى سعيد صالح دور رجل مسن يعانى من الزهايمر، وهو مشهد مؤثر أبكى عادل إمام. الفيلم من إخراج عمرو عرفة، تأليف نادر صلاح الدين، وبطولة نيللى كريم، فتحى عبدالوهاب، أحمد رزق، ورانيا يوسف. وفى لقاء تليفزيونى سابق، عبر الفنان عادل إمام عن تقديره الكبير لصديقه الراحل سعيد صالح، حيث قال: «سعيد صالح شخصية مصرية خالصة، منحوتة من عصير الشعب المصرى.. لو قلنا زوربا اليونانى، فسعيد هو زوربا المصرى». وأكد الزعيم أن سعيد صالح كان أقرب أصدقائه على الإطلاق، مشيرًا إلى أن بدايتهما كانت معًا، حين كانا يشاركان فى مسرحيات من الأدب العالمى خلال فترة ازدهار الحركة الثقافية، فقد تعرّف عليه لأول مرة من خلال مسرحية «111 كفر أبومجاهد» التى أخرجها صلاح منصور، حيث لفت سعيد الأنظار بأداء بعيد عن الكوميديا، وترك انطباعًا قويًا. أوضح «إمام» أن صداقتهما تعمّقت مع الوقت، فى الحياة والفن، قائلًا: «كنا نحب الشارع المصرى، نصيع فى شوارع مصر والإسكندرية، نحب بلدنا وناسها.. سعيد صالح قيمة كبيرة فى حياتنا الفنية، وفنان من الدرجة الأولى». «راتب» والزعيم.. رحلة نجاح ارتبط اسم الفنان أحمد راتب ارتباطًا وثيقًا بالزعيم، إذ استعان به فى معظم أعماله المسرحية والسينمائية، حيث جمعتهما شراكة فنية مميزة امتدت لعقود، وقدّما سويًا نحو 19 فيلمًا سينمائيًا، بالإضافة إلى مسرحية واحدة، ومسلسل كان آخر لقاء بينهما، وهو «أستاذ ورئيس قسم» عام 2015. بدأ التعاون بينهما فى عام 1980 من خلال فيلم «شعبان تحت الصفر»، وتوالت بعده الأعمال مثل «انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط»، و«على باب الوزير»، وشهدت فترة الثمانينيات تعاونًا مكثفًا بين النجمين، من أبرز أفلامهما: «المتسول، واحدة بواحدة، حتى لا يطير الدخان»، وفى التسعينيات، استمر التعاون المشترك من خلال أفلام مثل «جزيرة الشيطان» (1990)، «اللعب مع الكبار» (1991)، «الإرهاب والكباب»، و«المنسى»، جميعها من إخراج شريف عرفة، كما شاركا فى مسرحية «الزعيم» عام 1994، إلى جانب أفلام «الإرهابى، وبخيت وعديلة بجزأيه، وطيور الظلام». وبعد توقف دام بضع سنوات، عاد راتب ليشارك الزعيم فى مرحلة جديدة من أعماله، فظهر فى «التجربة الدنماركية» (2003)، و«السفارة فى العمارة» (2005)، و«عمارة يعقوبيان» (2006)، ثم «زهايمر» (2010)، ليُختتم هذا المشوار الطويل بمسلسل «أستاذ ورئيس قسم». وفى لقاء سابق ببرنامج ساعة صفا، تأثر الفنان الراحل أحمد راتب بكلمات الزعيم عادل إمام عنه، والذى وصفه بأنه «عاشق للتمثيل»، مشيدًا بتنوع أدواره ما بين الكوميديا والدراما، ومؤكدًا طبيعته الأسرية قائلًا: «أول ما اشتغلت معاه عزمنى فى بيته، وقلت له البيت كبير قال لى ده للتلات بنات.. راجل أسرى من حى السيدة زينب، ما بيفكرش فى نفسه بيفكر فى عيلته». أحمد راتب تمالك دموعه، وقال بتأثر: «الأستاذ عادل بالنسبة لى حب كبير، من أول لحظة حسيت بتقديره ليا، وفيه إشعاع بينا.. هو راجل عظيم وذكى جدًا، بيحس بحاجات الناس متعرفهاش». وقال عن الزعيم فى لقاء آخر: «وأحمد راتب لما اشتغل معايا فى فيلم (الإرهاب والكباب)، ياريت تشوفوا مشهد ماسح الأحذية وهو بيتكلم عن مفهوم العدالة، أحمد راتب يستحق أوسكار فى هذا المشهد».