شهد مهرجان أسوان لأفلام المرأة في دورته التاسعة، عدة فعاليات هامة وأفلاما مختلفة في المنافسات المختلفة، ومن ضمنها مشاركة فيلم «فاطمة» ضمن مسابقة «أفلام ذات أثر»، الذي حصل على جائزة ضمن جوائز المهرجان، وأعرب صُناع العمل عن سعادتهم بالفوز، مؤكدين أن الفيلم بشكل عام تجربة مميزة ومأخوذة عن قصة حقيقية. وحصد الفيلم، الذي أخرجه مهند دياب وأنتجته مؤسسة «مصر الخير»، على جائزة أفضل فيلم ضمن «أفلام ذات أثر»، وقال مخرج العمل: الفوز الحقيقي هو الفرحة في عيون فاطمة، كما قالت حنان الدرباشي، رئيس برنامج الغارمات في مؤسسة مصر الخير، إن الفيلم تناول معالجة قضية الغارمات وأسباب الغرم وكيفية تعامل المجتمع مع الغارمات ويلقي الضوء على قصة من بين قصص كثيرة للغارمات. وأضافت حنان أنه اختيار حالة فاطمة، وهي إحدى الفتيات التي قامت إحدى الأُسر البديلة بتربيتها منذ أن كان عمرها 3 شهور، وقامت أمها البديلة بالحصول على قرض لبناء مسكن ل فاطمة وكيف حاربها المجتمع لمجرد محاولة حماية الفتاة وبناء مسكن لها، حيث تدخلت المؤسسة وتم حل المشكلة، إلى جانب السير في إجراءات عمل مشروع للفتاة وتجهيزها للزواج ضمن محور التمكين لتكون فتاة فاعلة في المجتمع. ولفتت إلى أنه من بين الغارمات حالات ملهمة ومحفزة دفعتها ظروف الحياة أن أصبحن من بين الغارمات، مشيرة إلى أنه يتم عقد لقاءات توعية قانونية بين طلاب الجامعات وأئمة المساجد عن قضية الغرم لمعرفة أبعادها القانونية والاجتماعية. ومن جانبه عبّر مخرج الفيلم مهند دياب، عقب تسلمه الجائزة، عن فخره بهذا التتويج، قائلًا: «فخور جدًا بفوز الفيلم، لكن الجائزة الحقيقية بالنسبة لي كانت الفرحة اللي رأيتها في عيني فاطمة بعد العرض، أن الأم البديلة سعيدة ليست مجرد بطلة فيلم، بل أم كفيلة غيرت مجتمعا كاملا من حولها، وأثبتت إن الإنسان العادي ممكن أن يكون صاحب قضية ومصدر نور للكثير في مجتمعها». وأضاف دياب هذا الفوز هو بداية لمسار مختلف في نظرتنا للغارمين والغارمات والأم سعيدة كانت نموذجا حيّا لقدرة المرأة على التغيير بصمت وبقوة من القلب: وجاء الفيلم ليكسر الصورة النمطية عن الغُرم ويقدّم نموذجًا حيًا لامرأة آثرت التضحية من أجل من كفلتها، في رسالة اجتماعية وإنسانية أثّرت في جمهور المهرجان بعمق.