قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعًا ينفذه الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف «الهمص» في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أن المجاعة قادمة لا محالة في القطاع حيث لا يتوفر الحليب الصناعي للأطفال ولا أدوية للنساء الحوامل، مشددا على أن رسالته للعالم أجمع، إيقاف حرب الإبادة والتجويع، وأكد «الهمص» أن كمية الوقود في المستشفيات لا تكفي سوى ل 3 أيام. وفي وقت سابق، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من أن قطاع غزة على شفا الموت الجماعي، نتيجة اتساع المجاعة، وأن أكثر من مليون طفل أصبحوا في بؤرة الخطر والقطاعات الحيوية تنهار وسط حصار خانق وصمت دولي مخز. ويشهد قطاع غزة اضطرابات عديدة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر والجوع، في الوقت الذي كانت قد اتهمت الرئاسة الفلسطينية عمليات السطو والسرقة، التي تستهدف مخازن ومستودعات المساعدات الإنسانية المقدمة في قطاع غزة، وعلى رأسها عناصر من حركة حماس، وفقا لما نقلت «إرم نيوز»، مضيفة أن الشعب الفلسطيني لن يغفر لتلك الجرائم المشينة، مؤكدة المحاسبة في الوقت المناسب، فيما تفاقمت أعمال السرقة والسطو على مخازن ومستودعات تابعة لمؤسسات إغاثية عاملة في قطاع غزة، مع تزايد المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون جراء النقص الحاد في المواد الغذائية مع استمرار إغلاق معابر القطاع منذ شهرين. ويعيش أبناء قطاع غزة واحدة من أشد أزماته منذ عقود، في ظل تدمير البنية التحتية، وانعدام الخدمات الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن موقع «أكسيوس» الأمريكي أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى اتفاق لتوزيع المساعدات في غزة، وفق آلية جديدة لا تسمح لحركة حماس بالتدخل في العملية، وبموجب الاتفاق الذي يبحثه البلدان، فإن تمويل المساعدات الإنسانية سيتم عبر صندوق دولي مع مجلس استشاري يضم شخصيات دولية بارزة، بينما تتولى شركة أمريكية خاصة توزيع المساعدات. ويكتسب المشروع أهميته في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة، بعدما أوقفت إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إلى القطاع، منذ نحو شهرين، وانتشر الجوع على نطاق واسع، فيما حذرت وكالات الإغاثة الأممية من أن إمدادات الغذاء ستنفد خلال أيام، حسب الموقع. وأكدت الصحيفة أنه في مواجهة مسعى إسرائيلي- أمريكي لاستبعادها من ملف المساعدات في قطاع غزة، تعوّل حركة حماس على الوصول القريب لوقف طويل لإطلاق النار لإحباط محاولات إقصائها. وترى مصادر من حماس، وفقا لما نقلت الصحيفة أن ما تسوقه إسرائيل هدفه محاولة إظهار الحركة بأنها مسؤولة عن الأزمة الإنسانية الحالية في القطاع، وذكرت أن الحملة تستهدف تشويه الحركة التي ما زالت تحافظ على العديد من مقدراتها، ولديها المال لصرف رواتبها، رغم تأخرها أحيانًا لظروف متعلقة بالوضع الأمني والملاحقة الإسرائيلية للمسؤولين عن كل الملفات»، على حد قول المصادر. واتهمت مصادر من حماس، إسرائيل، بتأزيم الوضع الإنساني عبر توفير الحماية الأمنية ل«عصابات اللصوص» التي أقدمت على سرقة مخازن تعود لمؤسسات دولية وغيرها كانت تقدم يوميًا آلاف الوجبات لسكان قطاع غزة، مشيرةً إلى أن القوات الإسرائيلية ،كانت تتعمد قصف كل عناصر الأمن والشرطة الذين يلاحقون أولئك اللصوص لتوفير الحماية لهم لاقتحام المخازن وسرقة ما بداخلها. ونقلت «رويترز»، عن مصادر مقربة من «حماس» أن الحركة أعدمت عددا من المتهمين بالسرقة بعد حوادث عدة هاجمت فيها عصابات مدججة بالسلاح، متاجر مواد غذائية ومطابخ شعبية في قطاع غزة، حيث اتهم مسؤولو حماس بعض أفراد العصابات هؤلاء بالتعاون مع إسرائيل، التي منعت دخول المساعدات إلى غزة خلال الشهرين الماضيين، وقال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة التابع لحركة حماس، إن بعض أفراد العصابات عملوا تحت مظلة عشائرية، بينما عمل آخرون كمجموعات منظمة، مشيرا إلى أن بعضها تلقى دعما مباشرا من إسرائيل، وأضاف أنه تم تنفيذ عدد من أحكام «الإعدام الثورية» ضد عدد من كبار المجرمين، الذين ثبت تورطهم في عمليات النهب.