وسط تحذيرات أممية من استمرار الاحتلال فرض حصاره على قطاع غزة بسلاحى التجويع والقصف، سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الضوء، على مساعى تل أبيب تغيير خريطة قطاع غزة وتوسيع المناطق العازلة الحدودية، بينما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، بأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يتجه لتوسيع الحرب على غزة، وسط استعدادات لاستدعاء أكبر عدد من جنود الاحتياط، رغم المخاوف المتزايدة لدى عائلات المحتجزين بشأن مصير ذويهم. وأوضحت «واشنطن بوست»، مساء أمس الأول، أن إسرائيل وسعت «منطقتها الأمنية»، المعروفة ب «المنطقة العازلة»، على طول حدود غزة مع إسرائيل ومصر، بزعم منع تكرار أى هجوم من حماس، وأشارت إلى تأكيد مسؤولين إسرائيليين أنهم لا ينوون التخلى عن هذه المنطقة، أو أى من المناطق، التى انتشر فيها جيش الاحتلال وباتت «مناطق محظورة»، لافتين إلى أن اقتراب أى فلسطينى من تلك المناطق يعرضه لإطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أن أكبر توسع من هذا القبيل شهدته مدينة رفح، جنوبغزة، والتى أُمر الفلسطينيون بإخلائها الشهر الماضى مع دخول قوات الاحتلال إليها. من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن جيش الاحتلال يسيطر بالفعل الآن على 70٪ من مساحة القطاع، بينما 30٪ هى كتلة سكانية مضغوطة على شريط بحرى محدود بمنطقة خان يونس ودير البلح ومدينة غزة. وأوضح ل «المصرى اليوم»، أمس، أن مدينة رفح التى احتلتها إسرائيل بشكل كامل تقدر مساحتها بنحو 20٪ من مساحة القطاع، أى قرابة 70 من أصل 360 كيلومترا. وتابع أنه لو لم يتم وقف الخطة الإسرائيلية فعلى الأرجح أن يقوم الاحتلال بإنشاء منطقة عازلة فى مدينة رفح ستضم قرابة كل سكان قطاع غزة بعد أن يتم إنشاء خيام بها وتحويلها لسجن كبير، ثم يقوم الاحتلال بعد ذلك بمهام عدة مختلفة فى قطاع غزة. وأكد أن جيش الاحتلال، أقر، بالفعل، توسيع عمليته العسكرية فى القطاع، ما يتناقض بشدة مع تصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشأن اقتراب إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وقرب الوصول لتهدئة. إلى ذلك، حذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، من أن حصار الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة سيقتل بصمت مزيدا من الأطفال والنساء يوميا، فضلا عمن يقتلون جراء القصف. وأكد مفوض عام «الأونروا» فيليب لازارينى على منصة «إكس» أن الأطفال والنساء والمسنين فى غزة يعاقبون جماعيا، وعلى إسرائيل رفع الحصار عن الفلسطينيين والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية إلى قطاع غزة.