رفضوا الأوسكار والميداليات الأوليمبية

هناك جوائز أكبر من أصحابها وجوائز أخرى يرفضها أصحابها ويرون أنفسهم أكبر منها ولا يسعدهم أن يفوزوا بها.. ورغم أن أهم وأكبر وأشهر جائزتين فى الرياضة والسينما هما «الميدالية الأوليمبية» و«الأوسكار»، إلا أن التاريخ احتفظ بمن رفض هذه الميدالية أو الأوسكار.. ولم يكن مارلون براندو أولهم لكنه كان ولا يزال أشهرهم.. ففى حفل الأوسكار الذى أقيم فى 27 مارس 1973.. وقف النجم روك هدسون والنجمة كارول بيرنت على المسرح يعلنان فوز مارلون براندو بأوسكار أحسن ممثل عن دوره فى فيلم «الأب الروحى».
وكانت المفاجأة أن مارلون رغم ترشيحه للجائزة لم يحضر الحفل.. وصعدت للمسرح فتاة ترتدى زى الهنود الحمر رفضت استلام الأوسكار ووقفت تقرأ خطابا كتبه مارلون براندو وطلب منها حضور الحفل وقراءة هذا الخطاب إن فاز بالأوسكار.. ولم يسمح الجمهور للفتاة باستكمال خطاب براندو وقاطعوها بالصفير والصراخ.. لكن نشرت «نيويورك تايمز» الخطاب بعد ذلك الذى أكد فيه رفضه لما جرى للهنود الحمر، وأنه لذلك يرفض تسلم الأوسكار.
أما الرفض الأول فى التاريخ لأى من هاتين الجائزتين فكان بعد دورة استكهولم الأوليمبية 1912.. ففى تلك الدورة فاز الأمريكى جيم ثوربى بميدالية الذهب لكل من مسابقتى الخماسى والعشارى.. وبعد سنة واحدة تم اكتشاف أن ثوربى مارس البيسبول كلاعب محترف فى 1909 و1910.. ولأن الألعاب الأوليمبية كانت وقتها للهواة فقط فقد تم سحب ميداليتى الذهب من ثوربى ومنحها للثانى فى المسابقتين.
النرويجى فرديناند باى فى الخماسى والسويدى هوجو فيسلاندر فى العشارى.. وفوجئت اللجنة الأوليمبية الدولية برفض الاثنين ميداليتى الذهب لأنهم لم يفوزا فى الملعب ولأن ثوربى هو الذى يستحقهما.. وأصر الاثنان على الرغم من أى ضغوط ومحاولات وإغراءات.. وظل الأمر معلقًا حتى 1982 حين أعادت اللجنة الدولية ميداليتى الذهب لثوربى.. وبعد ترشيحه 7 مرات لجائزة الأوسكار دون الفوز بها.. رفض بيتر أوتول استلام الأوسكار الفخرى فى 2003 قائلا إنه كان يتمنى الفوز بالجائزة عن أدواره مثل لورانس العرب ووداعا مستر تشيبس وغيرها لكنه يرفض جائزة يمنحونها له بمثابة تعويض أو تكريم لرجل عجوز.
ورفض اللاعبون الأمريكيون تسلم الميداليات الفضية بعد التلاعب فى تحكيم نهائى كرة السلة فى دورة ميونخ الأوليمبية 1972 لمصلحة السوفييت الذين فازوا بالذهب.. ورأى المخرج الفرنسى الكبير جان لوك جودار أن الأوسكار لا يستحق السفر من باريس إلى لوس أنجلوس دون تدخين.. واحتجاجًا على أخطاء التحكيم رفض الميدالية الأوليمبية كل من الرباع الروسى سامادوف فى برشلونة 1992 والمصارع السويدى أرا فى بكين 2008.. وقليلون غيرهم كانوا أكبر من الأوسكار والميدالية الأوليمبية.