تنفيذًا لأمر قاضٍ فيدرالى، أفرجت سلطات الهجرة فى الولاياتالمتحدة عن الطالب الفلسطينى بجامعة كولومبيا، محسن مهداوى، بعد توقيفه فى إبريل الماضى، على خلفية «ضلوعه فى مظاهرات ضد الحرب فى غزة». وكان القاضى قد أصدر أمرًا تقييديًّا مؤقتًا يمنع السلطات من ترحيل «مهداوى» أو نقله من فيرمونت «بانتظار أمر آخر» من المحكمة، بعدما سارعت سلطات الهجرة إلى نقل طلاب آخرين- أُوقفوا فى إطار حملة الإدارة الأمريكية- إلى هيئات قضائية أخرى. وبعد أسبوعين من الاحتجاز، خرج «مهداوى» من المحكمة الاتحادية فى برلينجتون بولاية فيرمونت، بعد أن قال محاموه إن قاضى المحكمة الجزئية الأمريكية، جيفرى كروفورد، أمر بإطلاق سراحه فى جلسة مساء أمس الأول. وقال «كروفورد»، فى حكمه، إن «مهداوى» لم يشكل خطرًا على العامة، ولا مخاوف من هروبه من الولاياتالمتحدة قبل انتهاء محاكمته. وتطالب الحكومة باستمرار احتجاز «مهداوى» لمشاركته فى الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين فى جامعة كولومبيا العام الماضى، مضيفة أن أنشطته فى الولاياتالمتحدة ستؤدى إلى عواقب وخيمة على السياسة الخارجية. لكن القاضى قال إن جهود الحكومة هى نمط تاريخى لإسكات المعارضة، وأمر فى النهاية بالإفراج عن «مهداوى» والسماح له بمواصلة تعليمه فى جامعة كولومبيا قبل تخرجه فى مايو الجارى. وخارج قاعة المحكمة، كان «مهداوى» يُحيى مؤيديه بامتنان، قائلًا: «أود أن أشكر كل مَن حمل لافتة ورفع صوته وكتب منشورًا وتواصل مع ممثليه وغنى أغنية ودعا. شكرًا لكم». وفى ظل تواجد عشرات المتظاهرين الواقفين أمام المحكمة، والذين يلوحون بأعلام فلسطين مرددين: «لا للخوف» و«نعم للحب»، وجّه «مهداوى» رسالة إلى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وإدارته، قائلًا: «إلى الرئيس ترامب وحكومته: لست خائفًا منكم». وقال «مهداوى» عن قرار كروفورد بالإفراج عنه: «هذا بصيص أمل، وإيمان فى نظام العدالة فى أمريكا». ويأتى قرار الإفراج عن «مهداوى» بعد أكثر من أسبوعين من اعتقال عناصر إنفاذ قوانين الهجرة الملثمين والمسلحين لطالب جامعة كولومبيا، خلال ما اعتُقد أنه مقابلته الأخيرة قبل أن يصبح مواطنًا أمريكيًّا. ووفقًا لما ذكرته تقارير إعلامية، يُعد إطلاق سراح «مهداوى» انتكاسة لجهود إدارة ترامب الرامية إلى ترحيل طلاب جامعيين أجانب مؤيدين للفلسطينيين، على الرغم من أن طلابًا آخرين مازالوا محتجزين. وقال مسؤولون فى إدارة ترامب إن الطلاب الحاصلين على تأشيرات دخول الولاياتالمتحدة عرضة للترحيل بسبب دعمهم للفلسطينيين، وانتقادهم لسلوك إسرائيل فى الحرب على غزة، واصفين أفعالهم بأنها تهديد للسياسة الخارجية الأمريكية.