أثار عدد من المتخصصين في الشأن التعليمي تساؤلات عدة حول منطقية توزيع المواد الدراسية بين الأساسية والاختيارية، لا سيما في ظل القرارات الأخيرة المتعلقة بمسار الثانوية العامة، من أبرزهم الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس. وأشار شوقي، خلال حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أنه: «لا يوجد أي مبرر علمي أو تربوي منطقي لجعل مادة الإحصاء — التي تتعامل مع الأرقام والدرجات — مادة أساسية وإجبارية، في الوقت الذي تُدرج فيه مادة علم النفس — المعنية بفهم البشر ونفسياتهم وكيفية التعامل معهم — كمادة اختيارية، خصوصًا في شعبة ذات طابع إنساني تُعنى بتأهيل أفراد لخدمة الإنسان قبل المادة». اقرأ أيضًا: خبير تربوي يكشف أهمية اختبارات التوجيه والإرشاد المهني لطلاب الإعدادية والثانوية وتساءل الخبير التربوي: «كيف يتم تدريس علم الإحصاء، المعروف بأنه علم مساعد يخدم بقية العلوم الأساسية، دون أن يتم تدريس أحد هذه العلوم الأساسية نفسها، وهو علم النفس؟» وأضاف أن: «التبرير القائل بأن تدريس الإحصاء يهدف إلى تأهيل الطلاب لدخول كليات التجارة في مرحلة البكالوريا لا يستند إلى منطق دقيق؛ إذ إن مسار الأعمال هو الذي يؤهل لهذه الكليات، وتتضمن مقرراته مادة الاقتصاد وليس الإحصاء. في المقابل، يوجد الإحصاء ضمن مقررات مسار الآداب والفنون، وهو مسار لا يؤدي إلى كليات التجارة». واختتم منشوره بالتأكيد على ضرورة مراجعة توزيع المواد الدراسية بما يتماشى مع طبيعة كل مسار أكاديمي، ومراعاة التوازن بين العلوم الإنسانية والعلوم المساندة الأخرى، بما يخدم أهداف التعليم الحقيقية في بناء الإنسان قبل كل شيء.