نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ندوة بعنوان «آثار الإسكندرية في عيون محبيها»، بقصر ثقافة الشاطبي، ضمن احتفالات وزارة الثقافة بيوم التراث العالمي. وجرى تنظيم الندوة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وبحضور منال يمني، مدير فرع ثقافة الإسكندرية، والدكتورة عبير السحرتي، رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، ومحمد متولى مدير عام آُثار الاسكندرية، والفنان محمد شحاتة، مدير قصر ثقافة الشاطبي، ولفيف من المثقفين والأدباء والأثريين. وتم خلال الندوة، عرض فيلم تسجيلي عن تاريخ مدينة الإسكندرية، تناول كيف شهدت ازدهارا حضاريا وثقافيا غير مسبوق على مر العصور، مع استعراض أشهر المعالم السياحية والأثرية ومنها مكتبة الإسكندرية، عمود السواري، المسرح الروماني، مقابر كوم الشقافة، قصر المنتزة، مسجد المرسي أبوالعباس، المتحف القومي، المتحف اليوناني الروماني، وقلعة قايتباي، وغيرها. وقدم محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية، عرضًا تفصيلياً عن تاريخ الإسكندرية، مشيرا إلى النهضة العمرانية والثقافية التي شهدتها خاصة في عصر الأسرة العلوية، معتبرا إياها العصر الذهبي للمحافظة. وأضاف أن عمليات التطوير بدأت في عهد محمد على باشا الذي أمر بتحديث ميناء الإسكندرية وحفر ترعة المحمودية، واستمرت التحديثات في عصر الخديوي إسماعيل ومن تبعه، ما أسهم في تحويل المدينة إلى طراز المدن الأوروبية من خلال إنشاء أحياء جديدة مثل الإبراهيمية ومحطة الرمل. وعن أهم القصور والمباني التي شيدت في هذا العصر، قال أنها امتزجت الطرز المعمارية العثمانية، والإيطالية، والفرنسية، واليونانية، في مباني المدينة، وتجلى ذلك واضحا في قصر السلاملك الذي بناه الخديوي عباس حلمي الثاني، ومزج فيه بين الطرازين العثماني والإيطالي، وقصر المنتزه الذي بناه الملك فؤاد الأول، وقصر رأس التين، أقدم القصور الملكية، وقصر أنطونيادس الذي يعد تحفة معمارية على الطراز الأوروبي، وغيرها من المباني التراثية الموجودة في شارع فؤاد وميدان المنشية، والتي تشهد على التنوع السكاني والثقافي. وأكد «متولي» على ضرورة تعريف النشء بتراث الإسكندرية ومبانيها التي تمثل ذاكرة المدينة وهويتها، وإعادة توظيفها بما يخدم التنمية الثقافية والسياحية. وتحدث الخبير السياحي حسين خير، عن الآثار المصرية المنتشرة حول العالم، موضحاً أن هناك أكثر من 850 مجموعة أثرية مصرية تعرض داخل المتاحف الدولية من أشهرها المتحف البريطاني، متحف اللوفر، ومتحف المتروبوليتان، وذلك وفقا لقاعدة بيانات متحف الآثار المصرية العالمي. وتناول دور الدولة في نشر الوعي بقيمة الآثار المصرية وحماية هذا التراث العريق وتوثيقه.