فشل في تجارب زراعة الأعضاء من الحيوانات.. إزالة كلية خنزير بعد أن عاشت بها امرأة 130 يومًا

أعلن الأطباء أمس الجمعة، أن امرأة من ولاية ألاباما الأمريكية عاشت بكلية خنزير لمدة 130 يومًا، وهي مدة قياسية، أُزيلت كليتها بعد أن بدأ جسمها يرفضها، وعادت إلى غسيل الكلى، وهو ما يُمثل خيبة أمل في الجهود المبذولة لزراعة الأعضاء من الحيوانات إلى البشر.
تتعافى توانا لوني بشكل جيد من جراحة الإزالة التي أجريت لها في 4 أبريل في مركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك، وقد عادت إلى منزلها في جادسدن، ألاباما. وفي بيان، شكرت أطباءها على «فرصة المشاركة في هذا البحث الرائع».
وأضافت لوني: «على الرغم من أن النتيجة لم تكن كما تمنى أحد، إلا أنني أعلم أنني تعلمت الكثير من 130 يومًا مع كلية خنزير، وأن هذا يمكن أن يُساعد ويُلهم الكثيرين في رحلتهم للتغلب على أمراض الكلى»، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
يُجري العلماء تعديلات جينية على الخنازير لجعل أعضائها أشبه بالأعضاء البشرية لمعالجة النقص الحاد في الأعضاء البشرية القابلة للزرع. يوجد أكثر من 100،000 شخص على قائمة زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، معظمهم بحاجة إلى كلية، بينما يموت الآلاف وهم ينتظرون.
قبل عملية زراعة لوني، لم يخضع سوى أربعة أمريكيين آخرين لعمليات زرع تجريبية لأعضاء خنازير معدلة وراثيًا -قلبان وكليتان- لم تستمر لأكثر من شهرين. وقد توفي هؤلاء المتلقون، الذين كانوا يعانون من مرض شديد قبل الجراحة.
يحاول الباحثون الآن إجراء عمليات زرع كهذه على مرضى أقل مرضًا بقليل، مثل لوني. رجل من ولاية نيو هامبشاير الأمريكية خضع لعملية زرع كلية خنزير في يناير، وهو الآن في حالة جيدة، ومن المقرر أن تبدأ دراسة دقيقة حول عمليات زرع كلى الخنازير هذا الصيف. كما أعلن باحثون صينيون مؤخرًا عن نجاح عملية زرع كلية من الدرجة الثانية.
كانت لوني تخضع لغسيل الكلى منذ عام 2016، ولم تكن مؤهلة لعملية زرع عادية، كان جسمها مهيأ بشكل غير طبيعي لرفض كلية بشرية.
لذلك، بحثت عن كلية خنزير، وكانت تعمل بشكل جيد، أطلقت على نفسها لقب «المرأة الخارقة» وعاشت أطول من أي شخص آخر خضع لعملية زرع كلية خنزير معدلة وراثيًا، منذ عملية الزرع التي أجريت لها في 25 نوفمبر وحتى أوائل أبريل عندما بدأ جسمها يرفضها.
صرح الدكتور روبرت مونتجمري، رائد زراعة الأعضاء من مختلف الأنواع في جامعة نيويورك، وجراح لوني، بأن سبب هذا الرفض قيد التحقيق. لكنه أضاف أن لوني وأطبائها اتفقوا على أن إزالة كلية الخنزير أقل خطورة من محاولة إنقاذها بجرعات أعلى وأكثر خطورة من أدوية منع الرفض.
وقال مونتجمري لوكالة أسوشيتد برس: «لقد اتخذنا الإجراء الآمن. حالتها ليست أسوأ مما كانت عليه قبل (عملية زرع الأعضاء)، وستقول إنها أفضل حالًا لأنها حصلت على فترة راحة لمدة أربعة أشهر ونصف من غسيل الكلى».
قبل بدء الرفض بوقت قصير، عانت لوني من عدوى مرتبطة بجلسة غسيل كلوي سابقة، وانخفضت جرعة الأدوية المثبطة للمناعة التي تتناولها بشكل طفيف، وفقًا لمونتجمري. في الوقت نفسه، كان جهازها المناعي يستعيد نشاطه بعد عملية الزرع. وأضاف أن هذه العوامل ربما تكون قد اجتمعت لتلحق الضرر بالكلية الجديدة.
يعد الرفض تهديدًا شائعًا بعد عمليات زراعة الأعضاء البشرية أيضًا، كما يواجه الأطباء مهمة معقدة في تثبيط أجهزة المناعة لدى المرضى بما يكفي للحفاظ على العضو الجديد مع السماح لهم بمقاومة العدوى.
يمثل زرع الأعضاء بين الكائنات الحية تحديًا أكبر، فبينما حوِلت أعضاء الخنازير هذه للمساعدة في منع الرفض الفوري، لا يزال المرضى بحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة.
وقال الدكتور تاتسو كاواي من مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة، وهو رائد آخر في زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية، إن الأدوية الأفضل لمنع أشكال الرفض المختلفة والمتأخرة غير واضحة، وأن مجموعات بحثية مختلفة تستخدم تركيبات مختلفة.
قال كاواي: «عندما نكتسب المزيد من الخبرة، سنعرف نوع تثبيط المناعة اللازم حقًا لعملية زراعة الأعضاء من كائنات مختلفة». وأضاف مونتجمري أن تجربة لوني تقدم دروسًا قيمة للتجربة السريرية القادمة.
وأضاف أن نجاح عملية زراعة الأعضاء من كائنات مختلفة في نهاية المطاف «سيتم من خلال التجارب الفردية والزوجية، وليس من خلال المحاولة بكل الطرق الممكنة».