«المؤتمر»: أوروبا تعلم أن مصر شريك أساسي في صياغة ملامح الأمن والسياسة بالشرق الأوسط

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تمثل محطة استراتيجية هامة في مسار العلاقات المصرية الفرنسية، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الحساسة التي تشهدها المنطقة حاليا، والتي تتطلب تنسيقا سياسيا ودبلوماسيا على أعلى المستويات، حيث تواصل مصر دورها الفاعل في أزمة غزة، وهو ما يبرز مكانتها الإقليمية والدولية.
وأشاد «فرحات» في بيان، اليوم، بجولة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي في القاهرة التاريخية، قائلا إن هذه الجولة تعكس عمق الثقة المتبادلة بين القيادتين، كما تبرز الفهم الفرنسي المتزايد لدور مصر المحوري في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي لافتا إلى أن اصطحاب الرئيس السيسي لماكرون في جولة بشوارع القاهرة ومناطقها التراثية يعكس رسالة قوية من القاهرة مفادها أن مصر هي دولة آمنة ومستقرة، تتمسك بقيم التعددية والتسامح الثقافي، وتفتح أبوابها لشراكات حضارية متقدمة على مختلف الأصعدة.
وأضاف أن زيارة الرئيس ماكرون للمتحف المصري الكبير لم تكن مجرد زيارة سياحية، بل كانت بمثابة تأكيد على الروابط الثقافية العميقة بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا يعكس رغبة فرنسا في تعزيز التعاون مع مصر في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة، وهو ما يعزز من مكانة مصر الناعمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما نوه فرحات إلى أن إعلان الرئيس ماكرون عن نيته زيارة مدينة العريش، القريبة من معبر رفح، يمثل دلالة قوية على دعم فرنسا للجهود الإنسانية التي تبذلها مصر في مواجهة الأزمة في غزة وأكد أن هذه الزيارة تعكس تقدير فرنسا للدور الذي تقوم به القاهرة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتقديم الضغوط الدبلوماسية لوقف العدوان على غزة، ما يعكس اعترافا دوليا بمكانة مصر في دعم القضية الفلسطينية سياسيا وإنسانيا.
وشدد فرحات على أن عقد قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن على هامش الزيارة يوضح التنسيق الوثيق بين العواصم الثلاث بشأن القضية الفلسطينية، ويعكس الثقة في الرؤية المصرية لحل النزاع عبر وقف إطلاق النار، وتثبيت التهدئة، وفتح المسارات السياسية للوصول إلى حل عادل على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الدكتور رضا فرحات أن زيارة الرئيس ماكرون لمصر تعكس إدراك أوروبا المتزايد بأن استقرار المنطقة يرتبط بشكل وثيق بمصر، وأن القاهرة تعد شريكا أساسيا في صياغة ملامح الأمن والسياسة في الشرق الأوسط.