الأسواق تتهاوى تحت وطأة «رسوم ترامب».. نزيف جماعي للبورصات المصرية والعربية والعالمية

شهدت البورصة المصرية خسائر كبيرة في بداية تعاملاتها اليوم الأحد، حيث خسرت البورصة 76 مليار جنيه بعد مرور 90 دقيقة من بدء التداول، وتصدر قطاع العقارات قائمة قطاعات الأسهم الهابطة، كذلك تأثرت أسواق المال العالمية، وهبطت مؤشرات البورصة العربية والعالمية، بسبب تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تعاملات البورصة المصرية
وانخفض مؤشر السوق الرئيسي EGX30 بنسبة 4% مسجلا 30431 نقطة، فيما انخفض مؤشرا الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 بنسبة 4.18% ليصل إلى 8709 نقطة، وEGX100 بنسبة 4.48% عند 11953 نقطة، وسجل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة المصرية في مستهل التعاملات 2.167 تريليون جنيه، مقارنة بنحو 2.240 تريليون ليفقد نحو 73 مليار جنيه في ختام التداولات.
وتوجه المستثمرون العرب والأجانب نحو البيع بصافي قيمة بلغت 3.8 مليون جنيه و2.9 مليون على التوالي، قصد المصريون الشراء بصافي قيمة بلغت 6.6 مليون جنيه، وبلغ إجمالي قيمة التداول نحو 251.8 مليون جنيه والكمية 105.2 مليون ورقة منفذة على 12.4 ألف عملية.
واستردت مؤشرات البورصة المصرية جزءًا من خسائرها السوقية، خلال منتصف تعاملات اليوم، بضغوط مبيعات المتعاملين المصريين، فيما مالت تعاملات العرب والأجانب للشراء، وبلغت قيمة التداول 1.8 مليار جنيه.
وتراجع مؤشر «إيجي إكس 30» بنسبة 2.68% ليصل إلى مستوى 30851 نقطة، وهبط مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنسبة 3.03% ليصل إلى مستوى 38335 نقطة، وانخفض مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة 2.66% ليصل إلى مستوى 13574 نقطة.
كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنسبة 4.28% ليصل إلى مستوى 8699 نقطة، وهبط «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان»، بنسبة 4.01% ليصل إلى مستوى 12013 نقطة، وانخفض مؤشر الشريعة الإسلامية بنسبة 3.23% ليصل إلى مستوى 3215 نقطة، ونزل مؤشر تميز بنسبة 4.17% ليصل إلى مستوى 10930 نقطة.
إيقاف التداول على 11 سهمًا
وأعلنت إدارة البورصة المصرية، عن إيقاف التداول على 11 سهمًا لمدة 10 دقائق لتجاوزها نسبة ال5% صعودًا أو هبوطًا خلال جلسة تداول اليوم الأحد، وهم: تعليم لخدمات الإدارة، وبريميم هيلثكير جروب، والمجموعة المتكاملة للأعمال الهندسية، واراب للتنمية والاستثمار العقاري، والمشروعات الصناعية والهندسية، والدولية للصناعات الطبية-إيكمى، والعامة لمنتجات الخزف والصيني-شيني، ومينا للاستثمار السياحي والعقاري، والقناة للتوكيلات الملاحية، والمؤشر للبرمجيات ونشر المعلومات، وفتنس برايم للأندية الصحية.
وسجلت تداولات نهاية جلسة البوصة المصرية، اليوم انخفاضًا بنسبة -3.95 % حيث وتراجع مؤشر «إيجي إكس 30» بنسبة 2.60% ليصل إلى مستوى 30265.82 نقطة.
كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنسبة -4.88 % ليصل إلى مستوى 8586.31 نقطة، وهبط «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان»، بنسبة -4.72 % ليصل إلى مستوى 11848.93 نقطة.
خسائر البورصات العربية والعالمية
بينما شهت البورصات العالمية والبوصات العربية خسائر ثقيلة منذ نهاية الأسبوع الماضي، بفعل دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ ما يقرب من 200 دولة حول العالم بنسب تبدأ من 10%، والإجراءات المضادة التي تتخذها دول أخرى حول العالم ابرزها الصين والتي فرضت رسوم مضادة بلغت نحو 34%.
وتراجعت أسواق المال العربية في ظل المخاوف من حدوث ركود في الاقتصاد العالمي نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث سجلت الأسواق الخليجية أسوأ أداء يومي لها منذ عام 2020، بقيادة السوق السعودية، فيما هبط مؤشرا السوق الأول في الكويت وبورصة قطر بأكثر من 5% لكل منهما، وتراجعت بورصة مسقط 2.3%، وسوق البحرين بنسبة تقارب 0.5%.
بينما شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية في «وول ستريت» خسائرها في نهاية تعاملات الجمعة الماضية لتفقد 6.6 تريليون دولار، مسجله أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس 2020 متأثرة بمخاوف الركود وعدم اليقين المرتبط بالتعريفات الجمركية وسياسات الرئيس دونالد ترامب بشأن تقليص الإنفاق، وهبط مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 22% عن مستواه القياسي المسجل في ديسمبر الماضي.
تأثيرات سلبية على البورصة
ويقول مصطفى فوزي، العضو المنتدب لشركة اسباير كابيتال القابضة للاستثمارات المالية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على بعض الدول ومن ضمنها مصر، سينعكس في صورة تراجعات محدودة قصيرة الأجل على أداء مؤشرات البورصة المصرية خلال جلسات الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن تراجع البورصة إلى مستويات تتراوح بين 29700 و31000 نقطة بجلسات بداية الأسبوع، قد يقود إلى المزيد من الهبوط نحو 28000 نقطة.
ولفت «فوزي»، في تصريحاته ل«المصري اليوم» إلى أن تداعيات هذه الظروف على أسهم السوق ستكون متباينة، وسط توصيات بالتركيز على أسهم قطاعات الأدوية، والمصدرة، والأسهم البديلة، وتجنب تلك صاحبة شهادات الإيداع الدولية.
وأضاف أن البوصة المصرية سوف تتأثر سلبًا بما يحدث من اضطرابات داخل الأسواق العالمية والناتجة عن قرارات دونالد ترامب، وأرجع ذلك إلى أن النسبة الأكبر تكون للمصريين وخاصة الأفراد.
وأكد أن تراجع الأسعار السوقية وتقييمات الشركات المقيدة بالبورصة المصرية، يدعم استدامة الفرص الجاذبة أمام المستثمرين في الفترة القادمة، وخاصة داخل القطاعات المالكة لكيانات مصدرة إلى الخارج مثل الملابس الجاهزة، والأسمدة والكيماويات، وأيضًا الألومنيوم.
وشدد على أن القرار قد يجذب سيولة أجنبية مباشرة إلى السوق المصرية، لأنها تعد الدولة الأقل نسبة للرسوم بين باقي الدول سواء المنافسة أو الأوروبية، وبالتالي الأرخص في تكلفة التصدير إلى أمريكا في الوقت الراهن، وتصبح الوجهة الأفضل للاستثمار في أعين المصنعين بعد تطبيق قرار الرسوم الجمركية على الدول الأوروبية والعربية.
فيما قالت رانيا يعقوب، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، إن جميع البورصات تأثرت ولكن ليس بنفس النسب، موضحة أن خسائر البورصة المصرية في بداية التعاملات جاءت نتيجة لبيع عشوائي لبعض الافراض الذين يمثلون الجانب الأكبر من المتعاملين في السوق نتيجة لمخاوفهم من قرارات ترامب لتغطية خسائرهم في البورصة العالمية وتخوفهم من تأثر الشركات بفرض الضرائب الامريكية.
وأوضحت أن ارتداد البورصة للاستقرار في منتصف التعاملات يؤكد عودة المستثمرين والافراد لهيكلة الاستثمارات بجانب ارتفاع الدولار مقابل الجنيه الذي يعيد هيكلة الأصول المصرية.