طلبت منظمة السلام الدولية تقريرًا تحليليًا عن أسباب الحروب من رؤساء الأقسام الإنجليزى والفرنساوى والإسبانى والهندى والعبرى والصينى إلى آخره، وقد شملنى الطلب بما أنى رئيس القسم العربى، لذا أود أن أشارككم بملخص ما وضعته من تقرير تحليلى لأسباب الحروب فى أرجاء الكرة الأرضية وبنظرة شاملة لكل الأماكن التى حدثت بها حروب سنكتشف أن غالبية الحروب يكمن خلفها شخصيات متطرفة دينيًا، لأن الشخص المتطرف دينيًا غالبا يحمل صفات عنيفة إجرامية ولا يؤمن ولا يحترم الآخر فهذا بوتين يقول فى مؤتمره الصحفى ديسمبر 2024، إن بلاده كان ينبغى لها أن تشن غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا فى مرحلة أبكر وأن تكون مستعدة بشكل أفضل للحرب. حيث سبق وأن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا فى عام 2014، وبدأت القوات الموالية لروسيا صراعًا فى شرق أوكرانيا، ثم بعد ثمانى سنوات حاول بوتين الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف. وفى فلسطين إسرائيل الصراع قائم منذ أكثر من 75 عاما لأن المتطرفين اليهود يرغبون فى أرض الميعاد أرض إسرائيل وحدهم والجانب الفلسطينى يرى أن هذه البقعة هم أحق بها دون اليهود، لأن بها المسجد الأقصى فكلاهما يرفض الآخر بسبب النعرة الدينية، ففى نوفمبر 1947 أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار رقم 181 القاضى بتقسيم فلسطين دولتين: يهودية وعربية (مع وجود منطقة دولية تشمل القدس وبيت لحم). ورفض العرب القرار وقبل به اليهود لأنه فى صالحهم ورغم أن مساحة الأرض فلسطين إسرائيل مساحة صغيرة جدا فقد رفض الطرفان العيش فى دولة واحدة بدستور يساوى بين الجميع وقاد الرفض المتطرفون من الجانبين واستمروا فى إشعال النار وهذا أمام أعيننا فحماس المتطرفة ونتنياهو وحكومته المتطرفة لا يؤمنون بالحلول السلمية الدبلوماسية ليعيش الجميع تحت دستور إنسانى يساوى بين الجميع. وفى سوريا ديكتاتورية عائلة الأسد المدعومة من إيران الشيعية جعلت المتطرفين عن طريق تركيا التى يقودها أردوغان السنى جعلتهم يجدون مكانا لتجمعهم فى ميليشيات فتشتعل الحروب حتى إسقاط الأسد. وهذه هى اليمن تشتعل فيها الحروب بسبب التطرف الدينى فهؤلاء الحوثيون الشيعة المتطرفين الذين يتبعون إيران التى يقودها المتطرف خامئنى الذى لا يؤمن بالإنسانية والمساواة مع الآخر، تستحوذ على الحكم رغم أن غالبية الشعب سنة حيث يشكل المسلمون السنة 65٪ من سكان اليمن، فى حين أن 35٪ من سكان البلاد من المسلمين الشيعة. وهذه هى العراق التى خاضت العديد من الحروب بسبب التطرف بين الشيعة والجماعات السنية. وهذه ليبيا تعيش أكثر من 13 عاما ممزقة وشهدت العديد من الحروب وبلا حكومة موحدة بسبب الجماعات المتطرفة الموجود بغرب ليبيا. وهذه الصومال فقد استمرت الحرب الأهلية فى جنوبالصومال 2009 حتى الآن. بدأت الأحداث من فبراير 2009. بين قوات الحكومة الانتقالية الفدرالية الصومالية المدعومة من الاتحاد الإفريقى وقوات حفظ السلام. والحرب التى شنها الطرف المعارض من الفصائل المتطرفة المسلحة بمختلف أشكالها ومنها حركة الشباب الإسلامى المتطرفة. وهذه أرمينيا المسيحية وأذربيجان المسلمة ففى مارس 1918 نمت التوترات العرقية والدينية بين أرمينيا وأذربيجان فى مدينة باكو. وأنا أعتقد أن لولا الاختلاف الدينى بين الدولتين ما وقعت هذه الحروب وبهذه الشدة وقد تقع حروب بأسباب أخرى مثل القتال على السلطة لكنها لا تكون بمثل العنف الذى يقوده متطرف. ولأن أمريكا يقودها الآن ترمب وهو شخص متشدد دينيًا تجده يستخدم العنف والشدة مع من يعارضه. وقد خلصت فى تقريرى بوجوب دعم العالم والأمم المتحدة للشخصيات والحكومات والمؤسسات والجمعيات التى تنتهج الدين الإنسانى فى التعامل وهى قاعدة الإنسانية التى تجمع كل البشر حيث إنهم جميعا إخوة من أب واحد وأم واحدة، آدم وحواء، ويجب بشكل عام فى جميع الدول إبعاد كل الشخصيات المريضة بالتطرف عن المسؤولية وصنع القرار محليًا ودوليًا وخصوصا المناصب الحكومية والقضاء والرتب العسكرية والصحافة والإعلام والتدريس والمناصب الدينية لمنع فتيل الحرب. * عالم أزهرى وأستاذ القانون