وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مرسوما بمنح وزير الخارجية سيرجي لافروف، وسام «القديس الرسول أندراوس»، وهو أرفع أوسمة الدولة في روسيا، تقديرا لإسهاماته البارزة. وجاء في نص المرسوم: «تقديرًا للإنجازات البارزة في خدمة الوطن، والإسهامات الكبيرة في تطوير وتنفيذ السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية، ولسنوات طويلة من العمل الحكومي المثمر، يُمنح وزير الخارجية الروسي لافروف وسام القديس أندراوس الأول». ويصادف هذا التكريم الذكرى ال75 لميلاد كبير الدبلوماسيين الروس سيرجي لافروف، الذي يعتبر أحد أهم القامات الدبلوماسية في روسيا والعالم، حيث أنه يمتلك تاريخا حافلا بالإنجازات الدبلوماسية والمهنية. وولد وزير الخارجية الروسي لافروف، في 21 مارس عام 1950 في موسكو، وفي عام 1972 تخرج من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، التابع لوزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، وبدأ لافروف أنشطته المهنية عام 1972، في سفارة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية في سريلانكا، وفي الفترة 1976-1981 عمل في مديرية المنظمات الاقتصادية الدولية، في وزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية. وفي الفترة الممتدة بين عامي 1981-1988، عمل لافرف سكرتيرا أولا ومستشارا وكبير مستشاري البعثة الدائمة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية لدى الأممالمتحدة، ومنذ عام 1988 وحتى عام 1990، عمل لافروف كنائب لرئيس قسم العلاقات الاقتصادية الدولية، بوزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، ومنذ عام 1990حتى عام 1992، رئيسا لقسم المنظمات الدولية، ومديرا لقسم المنظمات الدولية والقضايا العالمية بوزارة الخارجية الروسية، وتقلد لافروف في عام 1992، منصب نائب وزير خارجية روسيا، حتى عام 1994، ومثّل لافروف في الفترة الممتدة من عام 1994 وحتى عام 2004، روسيا لدى الأممالمتحدة، كممثل دائم في نيويورك. وفي 9 مارس 2004، تم تعيين سيرجي لافروف وزيرًا لخارجية روسيا، وأعيد تعيينه في هذا المنصب في مايو 2004، وسبتمبر 2007، ومايو 2008، ومايو 2012، ومايو 2018، و21 يناير 2020، وفي 14 مايو 2024، وبموجب مرسوم صادر عن رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، تم تعيين سيرغي لافروف مرة أخرى في منصب وزير خارجية روسيا. وتولى لافروف منصب وزير الخارجية، لأطول فترة في تاريخ روسيا الحديثة، وهو أحد المسؤولين الأطول عمرًا في الحكومة ككل، ويرأس لافروف لجنة المجلس العام لحزب روسيا الموحدة، للتعاون الدولي ودعم المواطنين في الخارج، وهو عضو هيئة رئاسة لجنة برنامج روسيا الموحدة، ورئيس مجلس رؤساء الكيانات التابعة لروسيا، التابع لوزارة الخارجية الروسية. وتقلّد لافروف وسام الاستحقاق للوطن، في عام 1998 حصل على الدرجة الرابعة من الوسام، في عام 2005- الدرجة الثالثة، في عام 2010- الدرجة الثانية، وفي عام 2015- الدرجة الأولى، كما حصل على خطاب شكر من الرئيس الروسي. ويتحدث لافروف الإنجليزية والفرنسية والسنهالية (أكثر لغة شائعة في سريلانكا)، كما أن لافروف مغرم بالشعر، وهو مؤلف نشيد معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية. وخلال العقدين الماضيين2004، شارك لافروف في مفاوضات «الرباعية» التي تضم الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، بهدف تهدئة التوترات بين إسرائيل وفلسطين، وفي عام 2009 قام بإعادة ضبط العلاقات الروسية الأمريكية، ثم لعب دورا في تحسين العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما مهّد الطريق لتخفيض الترسانات النووية للبلدين، وفي عام 2010 لعب دورا في معاهدة «نيو ستارت»، وأسهم في إبرام هذه الاتفاقية البارزة للحد من الأسلحة النووية، التي وضعت قيودا على المخزون النووي لكل من روسيا والولايات المتحدة، فيما تفاوض لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري في عام 2013 للتوصل إلى اتفاق يقضي بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية، ما حال دون شن ضربات عسكرية أمريكية على سوريا، وفي عام 2015 ساعد الوزير الروسي في إنهاء أزمة استمرت عقدا بسبب اتهامات غربية لإيران بتطوير أسلحة نووية، ما أسفر عن تخفيف العقوبات على طهران وتعزيز استقلالها في قطاع الطاقة. وفي عام 2015 قاد لافروف جهودا دبلوماسية لإنهاء النزاع في شرق أوكرانيا، مشددا أخيرا على أن التزام كييف بهذه الاتفاقيات كان سيحافظ على حدودها لعام 1991، باستثناء القرم ودونباس، وفي عام 2019 حتى 2020 أجري محادثات السلام الليبية، قاد مساعي دعم الحل السياسي في ليبيا بعد الفوضى التي أعقبت التدخل العسكري للناتو عام 2011، وفي عام 2021 قام بمحادثات الأمن الأوروبي، وترأس مفاوضات حول المقترحات الروسية لضمان الأمن الأوروبي، والتي تضمنت وقف توسع الناتو شرقا وضمان حياد أوكرانيا، وفي عام 2022 قام بالتوجه الروسي نحو أفريقيا، وأطلق سلسلة محادثات رفيعة المستوى لتعزيز علاقات موسكو مع دول الجنوب العالمي، لا سيما الدول الأفريقية الغنية بالموارد. وفي العام الحالي قام بدور محوري في إبرام معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران لتعزيز الاستقرار الإقليمي وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل، وقاد مفاوضات رفيعة المستوى في العاصمة السعودية لإرساء سلام دائم في أوكرانيا وتحسين العلاقات الروسية الأمريكية المتوترة في عهد الرئيس جو بايدن، وما زالت المباحثات مستمرة.