تواصل مدينة الغردقة تعزيز مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، حيث تصدرت ألمانيا قائمة الدول الأكثر إرسالًا للسياح إليها، متفوقة على الأسواق الأوروبية الأخرى. واستقبلت المدينة نحو 1.224 مليون سائح ألماني، ما يمثل حوالي 40% من إجمالي الزائرين خلال عام 2024، محققةً أعلى معدلات الإشغال الفندقي في البحر الأحمر. بفضل موقعها المتميز على ساحل البحر الأحمر، وشواطئها الساحرة، ومواقع الغوص الفريدة، والخدمات الفندقية المتكاملة، أصبحت الغردقة الوجهة الأولى للسائح الألماني على مدار العام، حيث يبحث عن مزيج من الراحة والمغامرة بأسعار تنافسية مقارنة بوجهات أخرى في أوروبا والعالم. أكد سيد الجابري، مدير إحدى المجموعات السياحية والفندقية الكبرى بالغردقة، أن الإحصائيات تشير إلى أن السياح الألمان يشكلون النسبة الأكبر من إجمالي الوافدين إلى المدينة، متجاوزين السياح الروس، البريطانيين، والإيطاليين، ما يعكس مدى تفضيلهم لهذه الوجهة التي توفر تجربة سياحية متكاملة. ويعود هذا الإقبال إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها التوسع في الرحلات الجوية المباشرة، حيث تربط العديد من شركات الطيران الألمانية مطارات الغردقة بعدد كبير من المدن الألمانية، ما يجعل الوصول إلى المدينة سهلًا ومريحًا. إضافة إلى ذلك، يوفر الطقس المعتدل على مدار العام ميزة إضافية، حيث يبحث السياح الألمان عن وجهة دافئة خصوصًا في فصل الشتاء الأوروبي القارس. كما تقدم الفنادق والمنتجعات أسعارًا تنافسية مقارنة بوجهات أخرى في أوروبا والبحر المتوسط، ما يجعل الغردقة خيارًا مثاليًا للسياح الألمان الباحثين عن جودة عالية بأسعار مناسبة. من جانبه، أوضح حسام صالح، نائب مدير أحد المنتجعات السياحية بسهل حشيش، أن السياح الألمان يمثلون النسبة الأكبر من حجوزات الفنادق والمنتجعات، ما يعزز أهمية السوق الألماني في دعم الاقتصاد السياحي المصري. وتعتمد فنادق ومنتجعات البحر الأحمر بشكل كبير على السياح الألمان، الذين يفضلون الإقامة لفترات طويلة، ويبحثون عن أنشطة متنوعة مثل رياضة الغوص، السفاري الصحراوي، الرحلات البحرية، وزيارة المحميات الطبيعية، بجانب الإقامة الفندقية الفاخرة والتنوع في الخدمات الغذائية، وهو ما يجعلهم من أكثر الفئات إنفاقًا داخل القطاع السياحي. أكد محمد عيد، الخبير السياحي ومدير التسويق الإقليمي لإحدى المجموعات السياحية الكبرى، أن بورصة برلين الدولية للسياحة (ITB Berlin 2025) تلعب دورًا محوريًا في تعزيز السياحة الألمانية الوافدة إلى الغردقة، حيث تُعد هذه البورصة أكبر تجمع عالمي لصناع السياحة والسفر. وتشارك مصر سنويًا بجناح ضخم يضم كبرى الفنادق والمنتجعات المصرية، بهدف الترويج للمقومات السياحية الفريدة للغردقة، وعقد شراكات مع وكلاء السفر الألمان، وتقديم برامج سياحية مبتكرة تناسب السوق الألماني. أوضح محمد شمروخ، الخبير السياحي، أن السائح الألماني يتميز بوعيه البيئي واهتمامه بالسياحة المستدامة، وهو ما دفع العديد من منتجعات الغردقة إلى تبني معايير صديقة للبيئة، مثل تقليل استهلاك الطاقة، حماية الشعاب المرجانية، وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام. وتُعد محميات الجزر الشمالية، جزيرة الجفتون، ومنطقة كارلوس ريف من أبرز الوجهات التي تجذب السياح الألمان، لما توفره من تجربة فريدة في استكشاف الحياة البحرية الغنية والمتنوعة. أكد محمد ثابت، مسؤول الطيران بإحدى شركات السياحة، أن حركة الطيران المباشر بين المدن الألمانية والغردقة تشهد نموًا متسارعًا، حيث توفر شركات الطيران الألمانية، بالإضافة إلى شركات الطيران العارض (الشارتر)، عشرات الرحلات المباشرة يوميًا، ما يسهل حركة السياح ويعزز تدفقهم المستمر إلى المدينة. وإن استمرار هذه الرحلات المنتظمة يساهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد السياحي وزيادة معدلات الإشغال الفندقي. من جانبه، أكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات الفندقية، والاستثمار في قطاعات جديدة مثل السياحة العلاجية والبيئية، من المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع إضافي في أعداد السياح الألمان خلال عام 2025. وأشار إلى أن استمرار نمو هذا السوق الحيوي سيساهم في زيادة العائدات السياحية ودعم الاقتصاد المصري، مما يعزز مكانة الغردقة كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم. ومع استمرار الاستثمارات والتطوير في القطاع السياحي، من المتوقع أن تظل الغردقة في صدارة الوجهات السياحية العالمية، محققة المزيد من النمو في أعداد السياح والإشغالات الفندقية، ما يعزز مكانتها كإحدى أهم مدن السياحة في البحر الأحمر والعالم.