عادت السياحة الألمانية لتحتل صدارة الدول الوافدة إلى المنتجعات السياحية بمحافظة البحر الأحمر، خاصة مدينة الغردقة ومدينة مرسى علم، وذلك بعد سنوات تراجعت خلالها السياحة الألمانية خلف نظيرتها الروسية التي كانت دائمًا في مقدمة السياحة الوافدة خلال السنوات الماضية وحتى حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ. وعلى الرغم من استمرار قرار توقف رحلات الطيران الروسية، وهو ما يعني فقدان أكثر من 2 مليون سائح سنويًا طبقًا للإحصائيات الرسمية خلال السنوات الماضية، إلا أن السياحة الألمانية بدأت أعدادها في الارتفاع الملحوظ، وأصبح هناك إقبالًا كبيرًا من السائح الألمانى على المنتجعات السياحية في البحر الأحمر، كما تم فتح أسواق جديدة مثل السياحة الصينية التي بدأت في التوافد إلى الغردقة. ويوضح أحمد مصطفى مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بالبحر الأحمر، أن نسبة الإشغالات الفندقية بالمحافظة في الوقت الحالي تصل إلى 40% وهي أعلى نسبة إشغال بين جميع المحافظات والمدن السياحية في الجمهورية، مشيرًا إلى أن تلك النسبة في سبيلها للارتفاع خلال فترة عيد الفطر لتصل إلى نحو 70 %، وتصل إلى نسبة 100 % في بعض فنادق الخمس نجوم. وأشار "مصطفى" إلى أن السياحة الألمانية تأتي في مقدمة السياحة الوافدة إلى الغردقة، تليها السياحة الوافدة من أوكرانيا، ثم انجلترا، وأخيراً التشيك، كما تحتل السياحة الألمانية مقدمة السياحة الوافدة بمدينة مرسى علم، تليها السياحة الإيطالية والتشيكية ثم البولندية. وأضاف مدير مكتب تنشيط السياحة، أن السياحة الداخلية ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن 38 ألف مصري زاروا البحر الأحمر خلال شهر مايو الماضي من بين 193 ألف سائح زاروا المنتجعات السياحية خلال الشهر نفسه. ويؤكد بشار أبوطالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، أن هناك مؤشرات قوية على عودة السياحة مرة أخرى إلى معدلاتها الطبيعية خاصة مع التركيز على فتح أسواق جديده مثل السوق الصيني، والعمل على زيادة أعداد السائحين الألمان والتشيك والبولند والأوكران. وأضاف نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، أن مطار الغردقة أصبح يستقبل 4 رحلات من صربيا أسبوعيًا بعد أن كانت رحلة وحيدة، كما بدأت الشركات السياحية الكبرى في تغيير وجهتها من جلب السائحين الروس إلى جلب جنسيات أخرى مثل السائح الروماني والعربي والألماني، مشيرًا إلى أن مصر هي التي صنعت السائح الروسي في الأساس ولم تكن هناك أي دولة تسمع عن السياحة الروسية قبل توافدها إلى مصر. وقال عصام على -أحد مؤسسي رابطة السياحين بالغردقة-، إنه على الرغم من تأثر الحركة السياحية الوافدة بالأحداث التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية، إلا أن السياحة بالبحر الأحمر مازالت متماسكة وأحسن حالًا من باقي المدن والمحافظات السياحية الأخرى. وأوضح أن السياحة الألمانية من الصعب أن تصل إلى معدلات الروسية، ولكنها تمثل الركيزة الأولى للحفاظ على تماسك قطاع السياحة بالبحرالأحمر، خاصة الغردقة التي تتنوع فيها مصادر السياحة الوافدة. اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، أكد أن قطاع السياحة من أهم القطاعات التي يوليها اهتمامًا كبيرًا منذ توليه المسئولية، وأنه يحرص على حضور كافة المعارض السياحية الدولية للمساهمة في جذب السائحين، كما يتدخل لحل أي مشكلات تواجه المستثمرين السياحيين، خاصة في أوقات الانخفاض بالفنادق، مشيرًا إلى أنه رغم الأزمات التي مر بها قطاع السياحة لم يتم الاستغناء عن أي عامل. وأضاف المحافظ أن نسبة الإشغالات الفندقية بمدن البحر الأحمر تعتبر معقولة لمثل هذا التوقيت مع الأخذ في الاعتبار الظروف والأحداث التي تمر بها البلاد، متوقعًا ارتفاع الإشغالات خلال الموسم السياحي الشتوي القادم والذي يبدأ في شهر أكتوبر المقبل، موضحًا أن البحر الأحمر تمتلك كافة المقومات السياحية، مثل الفنادق المتنوعة ومطارات على أعلى مستوى، بالإضافة إلى الموانئ السياحية.